وللحديث شاهدٌ أيضًا من حديث أبي أمامة ﵁، أخرجه ابن ماجه في "السنن"، كتاب: الأدب، باب: النهي عن الاضطجاع على الوجه، برقم: (٣٧٢٥)، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، باب الضجعة على الوجهة، برقم: (١١٨٧)، كلاهما من طريق الوليد بن جميل الفلسطيني، أنه سمع القاسم بن عبد الرحمن، يُحَدث عن أبي أمامة ﵁ قال: (مَرَّ النبيُّ ﷺ على رجل نائم في المسجد منبطحٌ على وجهه، فضرَبَهُ برجله وقال: "قم واقعد، فإنها نومةٌ جهنمية") ومدارُ هذا الحديث على الوليد بن جميل، وهو مختلفٌ فيه، فقال أبو زرعة (شيخٌ، ليّن الحديث)، وقال أبو حاتم: (شيخ، روى عن القاسم أحاديث منكرة) "الجرح والتعديل" (٩/ ٣). وقَوَّى أَمْرَه جماعةٌ؛ كابن المديني حيث قال: (أحاديثُهُ تشبه أحاديث القاسم بن عبد الرحمن ورَضِيَهُ) "الجرح والتعديل" (٩/ ٣)، وقال البخاري: (مقارب الحديث) "ترتيب علل الترمذي" (ص ٢٧٠) وقال أبو داود: (ليس به بأسٌ) "سؤالات الآجري" (ص ٢٤٦) رقم: (١٦٣٩)، وقال المصنف: (صدوق يخطئ) "تقريب التهذيب" (ت: ٧٤١٩)، فالذي يظهر مما سبق أن حال الوليد بن جميل ليست بالشَّديدة الضعف، وأن حديثَهُ في حيِّز القبول - والله أعلم -. وله شاهد ثالث؛ أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (٣٢/ ٢٠٨)، برقم: (١٩٤٥٨)، من طريق ابن جُريج، قال: أخبرني إبراهيم بن مَيْسرة، عن عمرو عن الشريد، أَنَّهُ سَمِعَهُ يخبره عن النبي ﷺ: أنه كان إذا وجد الرجلَ راقدًا على وجهِهِ ليس على عَجِزِه شيءٌ ركَضَه برجلِهِ وقال: "هي أبغض الرقدة إلى الله ﷿"، قال الهيثمي: (رجاله رجال=