للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الأدب، باب كراهية الاضطجاع على البطن، عند حديث (٢٧٨٦)، والإمام أحمد في "المسند" (١٣/ ٤٠٩)، برقم: (٨٠٤١) كلاهما من طريق محمد بن عمرو قال: حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة به، ومحمد بن عمرو وإن كان صدوقًا إلا أنَّهُ معروفٌ ببعضِ الأوهام كما قاله المصنف في "التقريب" (٦١٨٨)، وهذا الحديث من أوهامِهِ، فقد أخطأ فيه، وسلك فيه الجادَّةَ؛ حيث رواه عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، والصواب رواية يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة المتقدِّمَة، ولذلك ضعَّف البخاريُّ في "التاريخ الكبير" (٤/ ٣٦٦) حديث أبي هريرة وقال: (ولا يصح)، وقال الدارقطني بعدما ساق حديثه في "العلل" (٩/ ٢٩٩): (وغيره يرويه: عن أبي سلمة، عن ابن طهفة الغِفَاري، عن أبيه، وهو الصواب).
وللحديث شاهدٌ أيضًا من حديث أبي أمامة ، أخرجه ابن ماجه في "السنن"، كتاب: الأدب، باب: النهي عن الاضطجاع على الوجه، برقم: (٣٧٢٥)، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، باب الضجعة على الوجهة، برقم: (١١٨٧)، كلاهما من طريق الوليد بن جميل الفلسطيني، أنه سمع القاسم بن عبد الرحمن، يُحَدث عن أبي أمامة قال: (مَرَّ النبيُّ على رجل نائم في المسجد منبطحٌ على وجهه، فضرَبَهُ برجله وقال: "قم واقعد، فإنها نومةٌ جهنمية") ومدارُ هذا الحديث على الوليد بن جميل، وهو مختلفٌ فيه، فقال أبو زرعة (شيخٌ، ليّن الحديث)، وقال أبو حاتم: (شيخ، روى عن القاسم أحاديث منكرة) "الجرح والتعديل" (٩/ ٣).
وقَوَّى أَمْرَه جماعةٌ؛ كابن المديني حيث قال: (أحاديثُهُ تشبه أحاديث القاسم بن عبد الرحمن ورَضِيَهُ) "الجرح والتعديل" (٩/ ٣)، وقال البخاري: (مقارب الحديث) "ترتيب علل الترمذي" (ص ٢٧٠) وقال أبو داود: (ليس به بأسٌ) "سؤالات الآجري" (ص ٢٤٦) رقم: (١٦٣٩)، وقال المصنف: (صدوق يخطئ) "تقريب التهذيب" (ت: ٧٤١٩)، فالذي يظهر مما سبق أن حال الوليد بن جميل ليست بالشَّديدة الضعف، وأن حديثَهُ في حيِّز القبول - والله أعلم -.
وله شاهد ثالث؛ أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (٣٢/ ٢٠٨)، برقم: (١٩٤٥٨)، من طريق ابن جُريج، قال: أخبرني إبراهيم بن مَيْسرة، عن عمرو عن الشريد، أَنَّهُ سَمِعَهُ يخبره عن النبي : أنه كان إذا وجد الرجلَ راقدًا على وجهِهِ ليس على عَجِزِه شيءٌ ركَضَه برجلِهِ وقال: "هي أبغض الرقدة إلى الله ﷿"، قال الهيثمي: (رجاله رجال=