(٢) وهناك أوجه غير ما تقدَّم ذكرها البخاريُّ في "التاريخ الكبير" (٤/ ٣٦٥)، والمصنف في "الإصابة" (٥/ ٤٤٢)، ومَرَدُّ هذه الاختلافات راجعٌ إلى اسم الصحابي ﵁ الذي روى الحديث، واسم ابنه الراوي عنه. قال ابن عبد البر في الاستيعاب (٢/ ٧٧٤): (اختُلِفَ فيه اختلافًا كثيرًا، واضطُرِبَ فيه اضطرابًا شديدًا، فقيل: طهفة بن قيس بالهاء، وقيل: طخفة بن قيس بالخاء، وقيل: طغفة بالغين، وقيل: طقفة بالقاف والفاء. . .). ومن المعلوم أن الخلاف في اسم الصحابي لا يضر في قبول روايته وحديثه، فإن الصحابةَ جميعَهم عدول، وقد اختُلِف في أسماء عددٍ منهم دون أن يؤثرَ ذلك في روايتهم. وأما ابنه الذي روى عنه هذا الحديث فقد اختلف فيه من جهتين؛ الأولى: في اسمه، والثانية: في صحبته: فأما الاختلاف في اسمه: فقيل فيه: يعيش بن طِخْفَة الغِفَاري، وهذا ما رجَّحه الحاكم في "المستدرك" (٤/ ٢٧٠)، وقيل: قيس بن طهفة الغفاري، وجاء اسمُهُ مُبهَمًا في عددٍ من الطُّرق أيضًا. وأما الاختلاف في صحبته: فقد رجَّح الإمام الترمذيُّ أنَّ يعيش بن طِخْفَة - أو طهفة - من الصحابة، فقال: في "جامعه"، كتاب: الأدب، باب: كراهية الاضطجاع على البطن، عند حديث (٢٧٨٦): (وروى يحيى بن أبي كثير هذا الحديث عن أبي سلمة عن يعيش بن طهفة عن أبيه … ويعيش هو من الصحابة)، وكذا حكم له بالصحبة ابنُ حبان في "ثقاته" (٥/ ٥٥٨)، فإن ثبتت هذه الصُّحبة فلا تضرُّ الجهالة بحالِهِ، وأمَّا إذ لم تثبت صحبتُه فيكون مدار الحديث على راوٍ مجهولٍ، والله أعلم. وللحديث شاهدٌ من حديث أبي هريرة ﵁ أخرجه الترمذي في "الجامع"، كتاب=