والحاصل مما سبق: أنه قد اختُلِف في سند هذا الحديث في موضعين: - الأول على هشام فرواه الجماعة من أصحابه كـ: مالك بن أنس، "في موطئه برواية الليثي" (١/ ٢٠٢، برقم: ٣٧١)، ويحيى بن سعيد وعبيد الله بن موسى، وأبي أسامة، (وأخرج حديثهم البخاريُّ في صحيحه" برقم ٣٤٧ وما بعده)، وحماد بن زيد، (وأخرج حديثه مسلم في "الصحيح" برقم: ٥١٧)، ومعمر بن راشد، وسفيان الثوري، وأخرج حديثهما عبد الرزاق في "مصنفه" (برقم: ١٣٦٥)، ووكيع، وأخرج حديثه ابن أبي شيبة في "المصنف"، برقم: (٨١١)، ومن طريقه مسلم في "صحيحه"، برقم: ٥١٧)، وغيرهم، (أخرج رواياتهم الطبراني في "المعجم الكبير" (٩/ ٢١ برقم: ٨٢٧٠، وما بعدها). كُلُّهم يروونه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة أنه رأى النبي ﷺ. . . الحديث وخالفهم محمد بن إسحاق؛ فرواه عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عبد الله بن أمية (أخرج حديثه الإمام أحمد في "المسند" ٢٦/ ٢٥٩، برقم: ١٦٣٤٢). ومحمد بن إسحاق صدوقٌ في الحديث، كما قال المصنف في "التقريب" (ت: ٥٧٢٥)، وقد خالف جمعًا كثيرًا من الحُفَّاظ الأثبات، فيحكم على روايته بالشذوذ والله أعلم. - والثاني: الاختلاف على عروة بن الزبير؛ فرواه كما تقدم ابنه هشام عنه، عن عمر بن أبي سلمة ﵁، وتابعه أبو الأسود، فرواه عن عروة بن الزبير عن عمر بن أبي سلمة ﵁ (وحديثه في المعجم الكبير للطبراني ٩/ ٢٤، برقم: ٨٢٨٨). وخالفهما ابن أبي الزناد فرواه عن أبيه عن عروة بن الزبير عن عبد الله بن أبي أمية، (وحديثه عند الإمام أحمد في "المسند"٢٦/ ٢٥٩، برقم: ١٦٣٤٢). وقد تقدم كلام ابن الأثير وابن عبد البر في بيان خطأ ابن أبي الزناد في هذا الحديث، فهو صدوق في الحديث "التقريب" (ت: ٣٨٦١)، وقد خالف كُلًا من هشام وأبي الأسود، فروايته شاذةٌ كذلك، والله أعلم.=