للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال محمد بن سعد: كان ضعيفًا، ومَنْ سمع منه في أول أمره أحسن حالا في روايته ممن سمع منه بآخره (١).

وقال مسلم في "الكنى": تركه ابن مهدي ويحيى بن سعيد، ووكيع (٢).

وقال الحاكم أبو أحمد: ذاهبُ الحديث (٣).

وقال ابن حبان: سَبَرتُ أخباره فرأيتُه يدلس عن أقوام ضُعَفاء على أقوامٍ ثقاتٍ قد رآهم، ثم كان لا يُبالي ما دُفِع إليه قرأه سَواء كان من حديثه أو لم يكن، فوجب التَّنكُّب عن رواية المتقدِّمين عنه قبل احتراق كُتُبه لما فيها من الأخبار المُدَلَّسة عن المتروكين، ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين بعد احتراق كتبه لما فيها مما ليس من حديثه (٤).

وقال أبو جعفر الطبريُّ في "تهذيب الآثار": اختلط عقلُه في آخر عُمره. انتهى.

ومِنْ أشنع ما رواه ابن لَهِيعة ما أخرجه الحاكم في "المستدرك" من طريقه عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة قالت: مات رسول الله من ذَات الجَنْب. انتهى (٥). وهذا مما يُقْطَعُ ببطلانه لما ثبت في "الصحيح" أنه قال


(١) "الطبقات الكبرى" (٩/ ٥٢٤ رقم ٤٩٠٠) في المطبوع: (وأما أهل مصر فيذكرون أنه لم يختلط، ولم يزل أول أمره وآخره واحدًا، ولكن كان يقرأ عليه ما ليس من حديثه فيسكت عليه، فقيل له في ذلك، فقال: وما ذنبي، إنما يجيئون بكتاب يقرؤونه ويقومون، ولو سألوني لأخبرتهم أنه ليس من حديثي).
(٢) "الكنى والأسماء" (١/ ٥١٩ رقم ٢٠٦٠).
(٣) "تاريخ دمشق" (٣٢/ ١٣٦ رقم ٣٤٧٤).
(٤) كتاب "المجروحين " (٢/ ١٢) والتنكُّب: تجنُّب الشيء والعدول عنه. "لسان العرب" (٦/ ٤٥٣٤).
(٥) أخرج الحاكم في "المستدرك" من طريق عروة، عن عائشة أنها حدثته أن رسول الله قال حين قالوا: خشينا أن الذي برسول الله ذا الجنب قال: "إنها من الشيطان =