قال الحافظ ابن حجر: وأما ابن عجلان فلا يقارب ابنَ أبي ذئب في الحفظ ولا تعلَّل رواية ابن أبي ذئب مع إتقانه في الحفظ برواية ابن عجلان مع سوء حفظه، ولو كان ابن عجلان حافظًا لأمكن أن يكون ابن وديعة سمعه من سلمان ومن أبي ذر، فحدَّث به مرة عن هذا ومرة عن هذا، وقد اختار ابن خزيمة في "صحيحه" هذا الجمع وأخرج الطريقين معًا: طريق ابن أبي ذئب من مسند سلمان وطريق ابن عجلان من مسند أبي ذر ﵁. "هدى الساري" (٢/ ٩٣٦). وأخرجه البزار في "المسند" (١٥/ ١٣٩ رقم ٨٤٥٧) من طريق عبد الله بن رجاء عن عبيد الله العمري عن سعيد المقبري عن أبي هريرة. ورواه الدراوردي عن عبيد الله العمري عن المقبري عن النبي ﷺ. ذكرها ابن حجر في "هدى الساري" ولم أقف عليها عند غيره. وخالف صالحُ بن كيسان العمريَّ فرواه عن المقبري عن أبيه، عن أبي هريرة، وروايته عند ابن خزيمة في "الصحيح" (٣/ ٢٧٦ رقم ١٨٠٣) والبيهقي في "السنن الكبرى" (٣/ ٢٤٣). ذكر الحافظ ابن حجر أن عبيد الله العمري من الحفاظ إلا أنه اختلف عليه كما ترى، فرواية الدراوردي لا تنافي رواية ابن أبي ذئب؛ لأنها قصرت عنها فدل على أنه لم يضبط إسناده فأرسله ورواية عبد الله بن رجاء - إن كانت محفوظة - فقد سلك الجادة في أحاديث المقبري فقال: (عن أبي هريرة) فيجوز أن يكون للمقبري فيه إسناد آخر، وقد وجدتُّه في صحيح ابن خزيمة من رواية صالح بن كيسان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة، وإذا تقرَّر ذلك عرف أن الرواية التي صححها البخاري أتقن الروايات والله أعلم. "هدى الساري" (٢/ ٩٣٧) قال الساجي عن ابن معين: أثبت الناس في سعيد ابنُ أبي ذئب. انظر "تهذيب التهذيب" الترجمة رقم (٢٤٣٦). وقال أبو حاتم في "العلل" لابنه (٢/ ٥٥٠): روى أبو معشر هذا الحديث عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي وديعة صاحب النبي ﷺ. أبو معشر هو نجيح بن عبد الرحمن قال فيه البخاري: منكر الحديث. "التاريخ الكبير" (٩/ ٩٢ رقم ٩٨٥) وقال ابن حجر: ضعيف من السادسة أسنّ واختلط. "التقريب" (٧١٥٠). =