(٢) أقوال أخرى في الراوي: قال الشافعي: صحّف مالك. وفي عبد الملك بن قُرَيْر، إنما هو عبد العزيز بن قُرَيْر. قال ابن أبي حاتم فذكرت ذلك لأبي، فقال: صدق الشافعي، هو كما قال. قال ابن أبي حاتم: وسمعت أبي يقول: قال يحيى بن معين - في عبد العزيز بن قَرَيْر هذا -: ليس هو عبد العزيز بن قُرَيْر، إنما هو: عبد الملك بن قُرَيْب الأصمعي، كان قدم المدينة، فجالس مالكًا، فحدّث عنه مالك، ولعلّه حدّث عن شيخ، عن ثابت، فأسقط مالكٌ الشيخَ من الحديث، وقال: عن ثابت نفسه قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: غلِط يحيى بن معين، وما يقول الشافعي أشبه فإن عبد العزيز بن قُرَيْر شيخ بصري، ليس بالقوي، قدم عليهم المدينة، فحدّث عن ثابت "آداب الشافعي ومناقبه" لابن أبي حاتم (ص ٢٢٤ - ٢٢٧). وتعقّب الحاكمُ قولَ الشافعي فقال: قوله ﵀ في عبد العزيز وهم، فإنه عبد العزيز بن قُرَيْر بلا شكّ، وليس بعبد الملك بن قُرَيْب، فإن مالك بن أنس لا يروي عن الأصمعي وعبد العزيز هذا قد روى عنه غير مالك "معرفة علوم الحديث" (ص ٤٤٢). وقال ابن معين: قد روى مالك بن أنس عن شيخ، يقال له: عبد الملك بن قُرَيْب، وهو الأصمعي، ولكن في كتاب مالك: "عبد الملك قُرَيْر"، وهو خطأ، إنما هو الأصمعي. "تاريخ ابن معين" رواية الدُّوْرِي (٢/ ٣٧٤). وقال أيضًا: روى مالك عن عبد الملك بن قُرَيْر، وإنما هو ابن قُرَيْب، قال الأصمعي: سمع مني [مالك]. "الجرح والتعديل" (٥/ ٣٦٤). قال الخطيب مُوَهمًا ابنَ معين: وقد وهم يحيى في هذا القول، لأن شيخ مالك اسمه عبد الملك بن قُرَيْر بالراء، لا بالباء، ولأن شيخ مالك يروي عن محمد بن سيرين، والأصمعي ما روى عن ابن سيرين ولا أدركه. ثم ذكر أثر عمر في حكمه في اثنين أصابوا ظبيًا وهم حرم. والشاهد منه أن مالكًا قال: عن عبد الملك بن قُرَيْر البصري، عن ابن سيرين قال الخطيب وعبد الملك هذا من عبد القيس، وله أخ يسمّى =