للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلت: فيُعتذر عن البخاري في ذلك بأمرين: الأول: أنه إنما أخرج له زيادةً في حديث يتعلق بفضائل الأعمال، والثاني: أنه لم يقصد التخريج له، وإنما ساق الحديثَ المتصل، وهو على شرطه، ثم أتبعه بزيادة عبد الكريم؛ لأنه سمعه هكذا، كما وقع له قريبُ من ذلك في حديث صخر الغامدي في البيوع (١) بالنسبة للحسن بن عمارة (٢)، وفي حديث عبد الله بن زيِد المَازِنِي في الاستسقاء (٣) بالنسبة للمَسْعُوْدِي (٤)، وأما ما جزم به المقدسي في "رجال الصحيحين" أن الشيخين أخرجَا لعبد الكريم هذا، في كتاب الحج؛ حديثه عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن عليّ في جلود البدن، فهو وهمٌ منه، فإنه عند البخاري من رواية ابن جريج (٥)، ومن رواية الثوري (٦)، كلاهما عن عبد الكريم، فصرّح في رواية ابن جريج بأنه الجَزَرِي، ولم ينسبه في رواية الثوري، فأخرجه الإسماعيلي من طريق الثوري، فقال في رواية ابن علية: عن الثوري، عن عبد الكريم الجَزَرِي.


= في صدر كتابه، وأما البخاري فلم ينبهْ من أمره على شيء، فدل أنه عنده على الاحتمال، لأنه قد قال في "التاريخ": كل من لم أبيّن فيه جُرحةً، فهو على الاحتمال، وإذا قلت: "فيه نظر"، فلا يحْتَمَل).
(١) "صحيح البخاري" (٤/ ٢٠٧) رقم الحديث ٣٦٤٢.
لكنه ليس من حديث صخر الغامدي، بل هو من حديث عروة البارقي. قال ابن حجر في "الفتح" (٨/ ٣٠٨) عن الحسن بن عمارة وهو يشرح هذا الحديث: وما له في "البخاري" إلا هذا الموضع.
(٢) ترجمة رقم (١٣٣٤).
(٣) "صحيح البخاري" (٢/ ٣١)، رقم الحديث ١٠٢٧.
(٤) ترجمة رقم (٤١١٦)، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، الكوفي، المسعودي.
(٥) المصدر السابق (٢/ ١٧٢)، رقم الحديث ١٧١٧.
(٦) المصدر السابق، رقم الحديث ١٧١٦.