للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال (١): وقال يحيى القطَّان لرجلٍ: احْكِ عَنِّي أنَّ هذا الحديثَ شِبْهُ لا شيء، وكذا حَكى (٢) عن يحيى في حديث فاطمة في الاستحاضة (٣).

وقال الترمذيُّ - عَقِب الحديث الأول والثاني والرابع -: سمعتُ محمدَ بن إسماعيل يضعِّفُ هذا الحديث، وقال: إنَّ حبيبَ بن أبي ثابت لم يسمعْ من عُروة (٤).

قلتُ: فعُروة المزَنيّ على هذا شيخٌ لا يُدرى مَن هو، ولم أَرَه في كُتُبِ من صنَّف في الرجال إلا هكذا، يُعَلِّلُون به هذه الأحاديث، ولا يُعرِّفون مِن حاله بشيءٍ (٥).


(١) يعني: أبا داود.
(٢) حاشية في (م): (لفظه، قال: وقد ضَعّف يحيى هذا الحديث).
(٣) انظر: "سنن أبي داود" (١/ ١٣٠).
(٤) حاشية في (م): (هذا لفظه في الأول، وأمَّا الثاني والرابع، فقال: سمعتُ محمدًا يقول: حبيب لم يسمع من عروة بن الزبير)، وهو كما قال.
انظر: "الجامع" (١/ ١٠٦)، و (٦/ ٩٢)، و (٢/ ٤٣٦) على الترتيب.
وقال ابن أبي حاتم: ذكره أبي عن إسحق بن منصور، عن يحيى بن معين قال: لم يسمعْ حبيب بن أبي ثابت من عروة، وكذا قال أحمد: لم يسمعْ من عروة "المراسيل" (ص ٢٨).
وقال أبو حاتم: "حبيب بن أبي ثابت لا يثبت له السماع من عروة، وهو قد سمع ممن هو أكبر منه، غير أن أهل الحديث قد اتفقوا على ذلك، واتفاق أهل الحديث على شيء يكون حُجَّة" "المراسيل" (ص ١٩٢).
وأما قول الحافظ ابن عبد البر في "الاستذكار" (٣/ ٥٢): "وحبيب بن أبي ثابت لا يُنكر لقاؤه عروة لروايته عمَّن هو أكبر من عروة وأجلُّ وأقدم موتًا" فهذا مجرد احتمال لِلُّقي، ولا يكفي لردِّ كلام الأئمة في جزمهم بأنَّ حبيبًا لم يسمعْ من عروة بن الزبير، والله أعلم.
(٥) أقوال أخرى في الراوي:=