للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال أبو داود - عَقِب الحديث الأول -: رُوي عن الثوري، قال: ما حَدَّثَنا حبيب إلا عن عروة المزَنيّ (١).


= وعبد الرحمن بن مَغْراء حديثه عن الأعمش ضعيف، كما سبق في تخريج الحديث الأول.
قال الحافظ ابن حجر: "فإن كان عروة هو المزني فهو مجهول، وإن كان ابنَ الزبير فالإسناد منقطع؛ لأنّ حبيب بن أبي ثابت مدلِّس" "التلخيص الحبير" (١/ ٤٦٠).
(١) تتمة كلام أبي داود: "يعني: لم يحدثهم عن عروة بن الزبير بشيء"، ثم أعقبه بقوله: "وقد روى حمزة الزيات، عن حبيب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة حديثًا صحيحًا"، يعني: الحديث المتقدم: "اللهُمَّ عافني في جسدي"، ومراد أبي داود إثبات سماع حبيب من عروة بن الزبير، وخالفه في هذا غيرُه فنفوا السَّماع، كما سيأتي.
ولعلَّ الحافظ المزي أورد هذه الأحاديث الأربعة في ترجمة عروة المزني لقول الثوري المذكور آنفًا، لكن يُمكن أن يُجاب عن ذلك بأنَّ أبا داود صدَّر قول الثوري بِـ "رُوي" الدالة على التمريض، فإمَّا أنَّه لم يصحَّ عنده عنه، أو ضعَّفه لمخالفته رواية حمزة الزيات، وقد نقل نحو هذا القول عن الثوري يحيى القطان حيث قال: "أَمَا إِنَّ سفيان الثوري كان أعلم الناس بهذا، زعم أنَّ حبيب بن أبي ثابت لم يسمعْ من عروة بن الزبير شيئًا" "سنن الدارقطني" (١/ ٣٩٥، عقب الحديث: ٨٢٦) بإسناد صحيح.
والذي يظهر أنَّ عروة في هذه الأحاديث هو: عروة بن الزبير، لما يلي:
١ - أنَّه نُسب هكذا في بعض الروايات، كما تقدم، أمَّا الرواية التي نُسب فيها أنَّه عروة المزني فهي ضعيفة، كما سبق.
٢ - ما ورد في بعض روايات الحديث الأول: "قال عروة: مَن هي إلا أنتِ؟ فضحكت" كما في رواية الإمام أحمد وأبي داود والترمذي - وإن كان الحديث من أصله ضعيفًا -، فهذا القول لا يصدر من رجل أجنبي عنها عادةً، فعروة بن الزبير ابن أخت عائشة . وله اختصاص بها كما تقدَّم في ترجمته (رقم: ٤٧٩٨).
٣ - وأورد إسحاق بن راهويه حديث فاطمة بنت أبي حبيش المتقدم من رواية حبيب عن عروة تحت باب: "ما يُروى عن عروة بن الزبير، عن خالته عائشة عن النبي " "مسند ابن راهويه (٢/ ٩٢ و ٩٧، الحديث ٥٦٤)، وكذلك فعل البزار كما ذكر الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (١/ ٤٦٠).