للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لي ابن جُريج: سألتُ عطاء - يعني: ابن أبي رباح - عن التفسير من البقرة، وآل عمران، فقال: اعفني مِن هذا (١)

قال هشام: فكان بعدُ إذا قال عطاء، عن ابن عباس، قال: "الخراسانيّ"، قال هشام: فكتبنا حِيْنًا ثم مَلَلْنا.

قال علي بن المديني: يعني كتبنا أنَّه عطاء الخراساني، قال علي: وإِنَّما كتبتُ هذه القصة؛ لأنَّ محمد بن ثور كان يجعلها عطاء، عن ابن عباس، فيظنُّ مَن حملها عنه أنَّه عطاء بن أبي رباح.

وقال أبو مسعود في "الأطراف" عَقِبَ الحديثين المتَقَدِّمَيْن: هذان الحديثان ثَبَتَا مِن تفسير ابن جُريج، عن عطاء الخراساني، قال: وابن جُريج لم يسمع التفسير من عطاء الخراساني إنَّما أخذ الكتاب من ابنه ونَظَرَ فيه (٢).

قلتُ: أراد المؤلِّفُ مِن سياق هذا أنَّ عطاء المذكور في الحديثين هو الخراسانيّ، وأنَّ الوهم تَمَّ على البخاريِّ في تخريجهما؛ لأنَّ عطاء الخراسانيَّ لم يسمعْ من ابن عباس، وابنُ جريج لم يسمع التفسير من عطاء الخراسانيَّ، فيكون الحديثان منقطعين في موضعين، والبخاري أخرجهما لظنِّه أنَّه ابن أبي رباح.

وليس ذلك بقاطع في أنَّ البخاريَّ أخرج لعطاء الخراساني، بل هو أمرٌ مظنونٌ.


(١) انظر: "العلل ومعرفة الرجال" للإمام أحمد - رواية عبد الله - (٢/ ١٣١) رقم (١٨٧٢).
(٢) أعلى اللوحة في (م): (قال الخطيب: كل حديث يرويه ابن جُريج، عن عطاء غير منسوب، عن ابن عباس، ويذكر سماعه من ابن عباس فهو: ابن أبي رباح، وقَلَّ حديث يرويه ابن جُريج، عن الخراسانيّ إلا وهو يعرِّفه، وأمَّا أحاديث ابن أبي رباح فأكثرها بل عامَّتها يقول ابن جريج فيها: أخبرني عطاء من غير أنْ ينسبه).