للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال أبو عمر بن حَيُّويَه: توفي القاضي الثقة الأمين أبو عبيد في صفر سنة تسع عشرة وثلاثمئة (١).

وقال الحسن بن إبراهيم (٢): كان مولده سنة سبع وثلاثين ومئتين، وله مع محمد بن عليّ المادرائيّ (٣) قصصٌ في صَرامتِه وقيامِه بالحقّ.

وقال محمد بن الربيع بن سليمان الجيزيّ: كان حسن السيرة عفيفًا عن أموال الناس فقيهًا، عالمًا باختلاف العلماء، فصيحَ اللسان، جميل المذهب، فلم يزل على القضاء حتى كانت سنة عشر فاعترض عليه صاحب المعونة فامتنع من النَّظر، حتى رجع الأمر إلى محبوبه، ثم استُعفي في سنة إحدى عشرة.

وقال أبو بكر بن الحدَّاد الفقيه الشافعي: قال لي منصور الفقيه بعدما رجع من عند القاضي أبي عُبيد: يا أبا بكر رأيتُ رجلًا عالمًا بالقرآن، وبالفقه، والحديث، والاختلاف، ووجوه المناظرة، واللغة والنحو، وأيام الناس، عاقلًا ورعًا، زاهدا، متمكِّنًا، قال ابن الحداد: ثم دخلت بعد ذلك إلى القاضي أبي عُبيد وخالطته فوجدتُ منصورًا مقصِّرًا في وصفه (٤).

وقد أطنب ابن زولاق في ترجمته حتى صارت قَدْرَ سِفْرِ لطيفٍ.


(١) المصدر السابق (١٣/ ٣٣٧).
(٢) هو: ابن زولاق، تقدمت ترجمته قريبًا.
(٣) هو: أبو بكر الكاتب، وزير أبي الحسن خمارويه بن أحمد بن طولون، ولد بالعراق، وكتب الحديث بها، ثم قَدِم مِصر، كان رئيسًا نبيلًا، كثير الأموال جدًّا، لا يُلحق في برِّه، وتوفي بمصر في شوال سنة (٣٤٥) انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد" للخطيب (٤/ ١٣٦)، و"السير" للذهبي (١٥/ ٤٥١ - ٤٥٢).
(٤) "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي (٣/ ٤٤٧ - ٤٤٨).