للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال خليفة، وغيره: مات سنة ثماني عشرة ومئة (١).

قلت: عمرو بن شعيب ضعفه ناسٌ مطلقًا، ووثَّقَه الجمهور، وضعف بعضهم روايته عن أبيه عن جده حسب، ومن ضعفه مطلقًا، فمحمول على روايته عن أبيه عن جده، فأما روايته عن أبيه (٢)، فربما دلَّس ما في الصحيفة بلفظ: (عن) - كما يقتضيه كلام أبي زرعة المتقدم -، فإذا قال: حدثني أبي، فلا ريب في صحتها (٣)، وأما رواية أبيه عن جده، فإنما يعني بها الجد الأعلى عبد الله بن عمرو، لا محمد بن عبد الله، وقد صرح شعيب بسماعه من عبد الله في أماكن، وصح سماعه منه كما تقدم.

وكما روى حماد بن سلمة (٤) عن ثابت البناني عن شُعَيْب قال: قال سمعت عبدَ الله بنَ عمرو. فذكر حديثًا أخرجه أبو داود من هذا الوجه (٥).

وفي رواية عمرِو بنِ شعيب عن أبيه عن جده عدة أحاديث لا يمكن حملها إلا على أن راويها عبد الله بن عمرو، فمن ذلك: رواية حُسَين المعلم عن عمرو عن أبيه عن جده قال: رأيت رسول الله يُصَلي حافِيًا ومُنْتَعلًا. رواه أبو داود (٦).

وبهذا السند: رأيت رسول الله يشرب قائمًا وقاعدًا. رواه الترمذي (٧).


(١) "تاريخ خليفة بن خياط" (ص ٣٤٩). وفي (م) زيادة (قال يحيى بن بكير: بالطائف).
(٢) في الأصل ثلاث كلمات مضروب عليها.
(٣) من قوله (فربما دلس) إلى قوله (فلا ريب في صحتها) غير واضحة في (ت).
(٤) قوله (ابن سلمة) ساقط من (ت).
(٥) وهو ما أخرجه أبو داود في "سننه" (٤/ ٩٢)، برقم (٣٧٧٠)، ولفظه: "ما رُئِيَ رسول الله يأكل متكئا قط، ولا يطأ عَقِبَه رجلان".
(٦) في "سننه" (١/ ٣٠٢ - ٣٠٣)، برقم (٦٥٣).
(٧) في "سننه" (٤/ ٣٠١)، برقم (١٨٨٣)، وقال: هذا حديث حسن صحيح.