للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلتُ: قال ابنُ أبي حاتم: كَتَبَ عنه أبي، وسمعتُ أبا زُرعة يقول: أَدركْناه، ولمْ نَكتبْ عنه (١).

وقال أبو داود: ما رأيتُ بدمشق مثلَه، كانَ كثيرَ البُكاءِ، كَتَبْتُ عنه (٢).

وروى له الأزديُّ في "الضُّعفاءِ" حديثًا عن عُمر بنِ المغيرة، عن داود بنِ أبي هند، عن عكرمة، عن ابنِ عبّاس رَفَعَه: "الضِّرارُ في الوصيّةِ مِن الكبائرِ" (٣).


(١) "الجرح والتعديل" (٢/ ٢٠٨).
(٢) "سؤالات أبي عبيد الآجرّي أبا داود السجستانيّ" (٢/ ٢٢٥).
(٣) أخرجه العقيليُّ في "الضعفاء" (٣/ ٩٢٧)، وأبو بكر الدّينوري في "المجالسة وجواهر العلم" (٨/ ١٥٨: رقم ٣٤٦٠)، والدّارقطنيُّ في "سُننه" (٥/ ٢٦٦: رقم ٤٢٩٣)؛ من طريق عبد الله بن يوسف التِّنِّيسيّ، عن عُمر بن المغيرة المصِّيصيّ، به مرفوعًا.
ورفعُه منكرٌ، والمحفوظُ عن ابن أبي هند موقوفًا من قول ابن عبّاس .
كذا رواه الجماعةُ من أصحابه.
منهم: سفيانُ الثوريّ؛ أخرجه عبد الرّزّاق في "مُصنَّفه" (٩/ ٨٨: رقم ١٦٤٥٦). وهُشيمٌ، وخالدُ بنُ عبد الله الطحّان؛ أخرجه سعيدُ بنُ منصور في "سُننه" (٢/ ٦٧٤). وأبو خالد الأحمر؛ أخرجه ابنُ أبي شيبة في "مُصنَّفه" (١٦/ ١٨٧: رقم ٣١٥٨١). وعلي بنُ مُسهر؛ أخرجه النّسائيُّ في "سننه الكبرى" (١٠/ ٦٠: رقم ١١٠٢٦).
والحملُ في رفعِه على عُمر بن المغيرة، لا على إسحاق الفَرَادِيسيّ؛ وذلك لثلاثة أمور:
أوّلُها: أنّ عُمر بن المغيرة أضعفُ حالًا من الفَرَاديسيّ.
قال علي بنُ المدينيّ: (لا أعرفُ عُمر، هذا مجهولٌ)، وقال أبو حاتم: (شيخٌ).
وفي "الميزان" (٣/ ٢٢٤) أنّ البخاريَّ قال فيه: (منكرُ الحديثِ، مجهولٌ).
وانظر: "الجرح والتعديل" (٦/ ١٣٦)، و"تاريخ دمشق" (٤٥/ ٣٤٢).
والخطأُ فى الحديثِ إنّما يتحمّله أضعفُ رواةِ الإسنادِ حالًا - كما هو مُقَرَّرٌ عند أهل هذا الفنّ -.
ثانيها: أنّ الفَرَادِيسيّ قد تُوبع على رفعِه متابعةً تامّةً، فقد رواه عبد الله بنُ يوسف التِّنِّيسيّ عن عُمر بن المغيرة مثله سواء؛ بالرَّفْعِ. =