للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن عَدِيّ: ولمحمد بن إسحاق حديثٌ كثيرٌ، وقد روى عنه أئمة النَّاس، ولو لم يكن له من الفَضْل إلَّا أنَّه صَرَفَ الملوك عن الاشتغال بكتبٍ لا يحصل منها شيءٌ، إلى الاشتغال بمغازي رسول الله ، ومبعثِهِ، ومُبتدأ الخلق، لكانت هذه فضيلةٌ سَبَق إليها، وقد صنَّفها بعدهُ قومٌ، فلم يبلغوا مبلغهُ، وقد فتَّشْتُ أحاديثه الكثير، فلم أجد فيها ما يتهيأ أن يُقطع عليه بالضَّعف، وربَّما أَخطَأ، أو يهِمُ في الشَّيء بعد الشَّيء، كما يُخطئ غيره، وهو لا بأسَ بِهِ (١).

قال عَمرو بن علي: مات سنة خمسين (٢).

وقال الهَيثَم بن عَدِيّ: مات سنة إحدى (٣).

وقال ابن معين، وابن المديني: مات سنة اثنتين (٤).

وقال خَليفة بن خَيَّاط: مات سنة اثنتين، أو ثلاثٍ وخمسين ومائة (٥).

روى له مسلم في المتابعات، وعلَّق له البخاري.

قلتُ: وذكرهُ النَّسَائِي في الطبقة الخامسة من أصحاب الزُّهري.

وقال ابن المديني: ثقةٌ، لم يَضعهُ عندي إلَّا روايتُهُ عن أهل الكتاب (٦).

وكذَّبه سُليمان التَّيمِي، ويحيى القطَّان، ووُهيب بن خالد، فأمَّا وُهيب، والقَطَّان، فقلَّدا فيه هشام بن عُروة ومالكًا، وأمَّا سليمان التَّيمِي، فلم يتبيَّن


(١) "الكامل" لابن عدي (٧/ ٧٢٠).
(٢) "تاريخ بغداد" للخطيب (٢/ ٣٣).
(٣) المصدر السابق. (٢/ ٣٤).
(٤) "تاريخ ابن أبي خيثمة" (٢/ ٣٢٩)، و "تاريخ بغداد" للخطيب (٢/ ٣٤).
(٥) "الطبقات" لخليفة (ص /٢٧١).
(٦) كتاب "القراءة خلف الإمام" للبيهقي (ص ٥٨).