للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لي لأي شيءٍ تكلَّم فيه، والظَّاهر أنَّه لأمرٍ غير الحديث، لأنَّ سليمان ليس من أهل الجرح والتعديل (١).

وقال ابن حبان في "الثقات": تكلَّم فيه رجلان، هشام، ومالك، فأمَّا قول هشام، فليس ممَّا يُجرح بِهِ الإنسان، وذلك أن التَّابعين سمعوا من عائشة من غير أن يَنظُروا إليها، وكذلك ابن إسحاق كان يسمع من فاطمة، والسِّتر بينهما مُسْبلٌ. وأمَّا مالك، فإنَّ ذلك كان منه مرَّةً واحدةً، ثمَّ عاد له إلى ما يحبُّ، ولم يكن يقدح فيه من أجل الحديث، إنَّما كان يُنكر تتبُّعَه غَزوات النبي من أولاد اليهود الذين أَسلَموا، وحفظوا قصة خيبر، وغيرها. وكان ابن إسحاق يتتبَّع هذا منهم، من غير أن يحتجَّ بهم، وكان مالك لا يرى الرِّواية إلا عن مُتقِن. ولمَّا سُئل ابن المبارك قال: إِنَّا وجدناه صدوقًا، ثلاث مرات (٢).

قال ابن حبان: ولم يَكن أحدٌ بالمدينة يُقارب ابنَ إسحاق في علمِهِ، ولا يُوازيه في جمعِهِ، وهو من أحسنِ النَّاس سِياقًا للأخبار؛ إلى أن قال: وكان يكتبُ عمَّن فوقه، ومثله، ودونه، فلو كان ممَّن يَستحلُّ الكذب، لم يحتَجْ إلى النُّزول، فهذا يَدُلُّك على صدقِهِ، سمعتُ محمد بن نَصْر الفَرَّاء يقول: سمعت يحيى بن يحيى، وذُكر عنده محمد بن إسحاق، فوثَّقَه (٣).

وقال الدَّارَقطني: اختلفَ الأئمة فيه، وليس بحجَّة، إنَّما يُعتبر به (٤).


(١) انظر: "الضعفاء والمتروكون" لابن الجوزي (٣/ ٤١).
(٢) "الثقات" (٧/ ٣٨٠).
(٣) "الثقات" (٧/ ٣٨٣).
(٤) "سؤالات السلمي" للدارقطني (ص ٢٨٢)، و "سؤالات البرقاني" للدارقطني (ص ٥٨)، وفي هامش (م) "قال السهيلي في "الروض": إِن الدَّارَقطنِي قال بعد طُرق حديث القلتين: وهذا يدل على حفظ محمد بن إسحاق وشدة إتقانه انتهى. وكأنّ هذا في حواشي "السنن" للدارقطني.