للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

محمد بن أبي حميد ثقةٌ لا شَكَّ فيه، حَسَنُ الحديث، روى عنه أهل المدينة، يقولون: حمَّاد بن أبي حُمَيد، وغيرهم يقول: محمد بن أبي حُمَيد، ولقد قال رجلٌ: محمد وحمَّاد أخوانِ ضعيفان، وهذا الرَّجلُ هو الضَّعيف، إذ يُضعِّف رجلًا لم يُخلق، ولم يكونا أخوين قطُّ، إنَّما هو واحدٌ، فجعل واحدًا اثنين، ثُمَّ جعلهما ضَعيفين، فمن أضعفُ من هذا الذي يَبسُطُ لسانه فيمن لا يَعْرف (١)! انتهى.

فرضنا أنَّ هذا الرَّجل غَلِط في جعله إِيَّاه اثنين، لكنَّهُ لم يُقدِم على تَضْعيفه إلا بعد أنْ تَبيَّن له أنَّ أحاديثَهُ ضعيفةٌ لشذُوذها أو إنكارها أو غير ذلك، فالبحثُ الذي قاله أحمد بن صالح غيرُ صحيحٍ، لاسيما والألسنة كُلُّها منطبقةٌ على تَضْعيفه، وقد فَرَّق يحيى بن معين - فيما نقلَهُ ابن عديّ - بين محمد بن أبي حميد الذي يُقال له: حمَّاد، ومحمد بن أبي حميد الزُّهريّ، فنَقَل عن الدُّورِيّ، عن يحيى بن معين: محمد بن أبي حُميد، وهو حمَّاد بن أبي حميد مدينيٌّ ليس حديثُهُ بشيءٍ، ثمَّ قال: محمد بن أبي حميد الزُّهريّ مدينيٌّ، روى حديثه أبو بكر بن عيَّاش منكرُ الحديث. ثمَّ أورد ابن عديّ من روايةِ يحيى بن يعلى، عن محمد بن أبي حميد حديثين، وقال يحيى: كُوفيٌّ مثلُ أبي بكر؛ فإنْ كانا اثنين فهذا الزُّهريُّ مجهولٌ، وإن كانا واحدًا وهو الأقرب، فإنَّ روايتهما مُتَقاربةٌ (٢).


(١) "الثقات" لابن شاهين (ص ٢٠٩).
(٢) أقوال أخرى في الراوي:
وقال التِّرمذيّ: "محمد بن أبي حميد يُضَعَّفُ، ضَعَّفَهُ بعضُ أهل العلم من قبل حِفظِه ويقال له: حمَّاد بن أبي حُميد، ويُقال: هو أبو إبراهيم الأنصاري وهو مُنكرُ الحديث" اه، "الجامع" (١/ ٦١٧). وقال أيضًا: "ليس هو بالقويّ عند أهل الحديث" اه، "الجامع" (٤/ ٢٤).
وقال البزَّار: "ومحمد بن أبي حُميد هذا فليس بالقويّ، وقد روى عنه جماعة من أهل =