للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رسولِ اللهِ حديثًا نَفَعَني الله منه بما شاءَ أنْ يَنْفَعَني، وإِذا حَدَّثَنِي أَحدٌ مِن أصحابِه اسْتَحْلَفْتُه" الحديث (١).


(١) أخرجه أبو داود في "سُننه" (رقم ١٥٢١)، والتِّرمذيُّ في "جامعه" (رقم ٤٠٨)، والنَّسائيُّ في "سننه الكبرى" (٩/ ١٦٠: رقم ١٠١٧٨)، وابن ماجه في "سُننه" (رقم ١٣٩٥)؛ أربعتُهم من طريق عثمان بن المغيرة الثقفيّ، عن علي بن ربيعة الوالِبيّ، عن أسماء بن الحكم الفَزَاريّ، عن عليّ بن أبي طالب قال: كنتُ رجلًا إذا سمعتُ من رسول الله حديثًا نفعني اللهُ منه بما شاء أنْ ينفعني، وإذا حَدَّثني أحدٌ من أصحابِه استَحْلَفْتُه، فإذا حَلَفَ لي صدقتُه، قال: وحَدَّثني أبو بكر - وصَدَقَ أبو بكر - أنّه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ يقول: "ما من عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، فيُحسِنُ الطّهورَ، ثمّ يقوم فيُصلّي ركعتين، ثمّ يستغفر الله؛ إلّا غَفَرَ اللهُ له"، ثمّ قرأ هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ﴾ إلى آخر الآية [آل عمران: ١٣٥].
والكلامُ على هذه الرواية من جهتينِ:
أُولاهما: من جهةِ رُواتها، فرجالُ هذا الحديثِ كلُّهم ثقاتٌ، خلا أسماء بن الحكم الفَزَارِيّ؛ اختُلِفَ فيه.
فوَثَّقَه العجليُّ، وذكره ابنُ حبّان في "الثقات"، وقال: (يُخطئُ).
وقال ابنُ معين: (لا يُعرفُ)، وقال أبو بكر البزّارُ: (مجهولٌ).
والأشبهُ أنّه مجهولٌ - كما قال ابنُ معين، والبزّارُ -، وأما توثيقُ العجليِّ وابنِ حبّان فمعلومٌ تسامحهما في توثيق من لا يُعرف فيه جرحٌ.
والجهةُ الثانية: في بيان حال الرواية صِحَةً وضعْفًا.
فإنّ هذه الرواية تضمّنت أمرينِ: قصّةَ استحلافِ عليٍّ مَنْ يُحدِّثُه مِنَ الصحابة، وحديثَ أبي بكر في تكفيرِ الصلاةِ للذَّنْبِ.
أمّا قصّةُ الاستحلافِ فالأقربُ - واللهُ تعالى أعلمُ - أنّها مُنكرةٌ؛ تفرَّدَ بها أسماءُ بنُ الحكم ولم يُتابع عليها، وقد رَوَى عليٌّ عن غير واحدٍ من الصحابة كعُمر والمقداد وعمّار وفاطمة الزّهراء جميعًا - ولم يستحلفهم.
ولأجل ذلك أشار البخاريُّ والبزّارُ إلى نكارتها فقال البخاريُّ: (لم يُتابع عليه، وقد روى أصحابُ النَّبيِّ بعضهم عن بعض، فلم يُحَلِّف بعضُهم بعضًا).
وقال البزّارُ: (لم يُرْوَ عن عليٍّ إلّا من هذا الوجه)، وقال في موضعٍ آخر (١/ ١٨٨): (هو معلولٌ). =