للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقلت له: [ليس] (١) حدثونا عن أبي عاصم أنه قال (٢): كان قدريًا؟! فقال: مَعَاذَ الله! إِنَّما كان في زمن المهدي قد أخذوا أهل القدر، فجاء قومٌ فجلسوا إليه فاعتصموا به، فقال قومٌ: إنما جلسوا إليه لأنه يرى القدر (٣).

وقال الواقدي: كان من أورع الناس وأفضلهم، وكانوا (٤) يرمونه بالقدر وما كان قدريًا، لقد كان ينفي قولهم ويَعِيبُه، ولكنه كان رجلًا كريمًا يجلس إليه كل أحد، وكان يصلي الليل أجمع، ويجتهد في العبادة، وأخبرني أخوه (٥) أنه كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وكان شديد الحال، وكان من رجال الناس صرامةً وقولًا بالحق، وكان يَحْفَظ حديثه لم يكن له كتاب (٦).

وقال: يعقوب بن سفيان: قيل لأحمد من أعلم؛ مالك أو ابن أبي ذئب؟ قال: ابن أبي ذئب أصلح في بدنه وأورع وأقوم بالحق من مالك عند السلاطين، وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر (٧) فلم يَهُلْهُ أَنْ قال له


(١) زيادة من: (ص). وهي بمعنى (أليس) حُذفت منها همزة الاستفهام.
(٢) سقطت من: (م).
(٣) انظر "تاريخ بغداد": (٣/ ٥٢٢).
(٤) في (ص): (وكان).
(٥) في حاشية الأصل: (وأخوه اسمه طالوت) وفوقها، (حش)، وكذلك في حاشية (م) بلفظ: (بخطه حـ)، ويريد بذلك ناسخها: أنها في حاشية نسخة المؤلف بخطه.
(٦) انظر "الطبقات الكبرى" لابن سعد: (٧/ ٥٥٨ - ٥٥٩).
(٧) أبو جعفر هو الخليفة أبو جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، أحد الخلفاء العباسيين بالعراق، ولد سنة خمس وتسعين، وبويع له بالخلافة بعهد من أخيه، وتولى الخلافة بعد وفاته وهو ابن إحدى وأربعين سنة، ودامت خلافته إحدى وعشرين سنة، إلى أن مات بمكة مُحْرِمًا لستٍّ خلون من ذي الحجة سنة ثمانٍ وخمسين ومائة، وكان عمره ثلاثًا وستين سنة.
انظر ترجمته وأخباره في "تاريخ بغداد" للخطيب: (١١/ ٢٤٤ - ٢٥٣) و "أخبار الخلفاء" للسيوطي (ص: ٢٠٦ - ٢١٦).