للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال ابن عدي: قد اتُهم بالوضع، وادَّعى الرواية عمن لم يرهم، ترك عامة مشايخنا الرواية عنه، ومن حدَّث عنه نسبه إلى جده لئلا يُعرف (١).

وأورد له ابن حبان وابن عدي مناكير؛ منها حديثه عن أبي نعيم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا: "أكذب الناس الصبَّاغون والصوَّاغون".

قال الذهبي (٢) لمَّا ذكره: ومن افترى هذا على أبي نعيم؛ يعني أنه من أكذب الناس.

قال ابن حبان: وهذا ليس يعرف إلَّا من حديث همام عن فَرْقَد السبخي عن يزيد بن الشخير عن أبي هريرة، وفَرْقَد ليس بشيء، وله عن روح بن عبادة عن شعبة عن قتادة عن ابن المسيب عن ابن عمر مرفوعًا: "اطلبوا الخير عند حسان الوجوه" (٣).

وقال ابن عدي: سمعت موسى بن هارون يقول: تقرب الكُدَيمي إليَّ بالكذب؛ قال لي: كتبتُ عن أبيك في مجلس محمد بن سابق، وقد سمعتُ أبي يقول ما كتبتُ عن محمد بن سابق شيئًا ولا رأيته (٤)، انتهى.

وهذا أصرحُ مما تقدّم، ولا يستطيع الخطيب أن يرد هذا أيضًا بذلك الاحتمال (٥).


(١) "الكامل": (٧/ ٥٥٣).
(٢) قول الذهبي سقط من: (ص).
(٣) انظر "المجروحين: (٢/ ٣٣٢ - ٣٣٣) (الترجمة ١٠٢٠).
(٤) انظر "الكامل": (٧/ ٥٥٣) نقلًا عن ابن سعد.
(٥) وذلك في قوله: لجواز أن يكون هارون بن عبد الله والد موسى سمع من محمد بن القاسم ولم يرو عنه. "تاريخ بغداد" (٤/ ٦٩٦). وهنا ينفي موسى بن هارون الكتابة عن محمد بن سابق كما ينفي رؤيته.
ونلحظ هنا الكلام عن محمد بن سابق، بينما الذي أورده الخطيب - وقد تقدم - هو عن =