للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المُسْتَمْلِي: لا تَنْتَفِعُون، به فجمعوا له شيئًا، فأعطوه، فكان بعد ذلك يُمْلِي عليهم (١).

وقال ابن وارَة: عَزَمْتُ زمانًا أن أُمْسِكَ عن حديثِ هِشَام، لأنه كان يبيعُ الحديث (٢).

وقال صالح بن محمد: كان يأخذُ على الحديث، ولا يحدِّثُ ما لم يأخذ (٣).

وقال الإسماعيلي، عن عبد الله بن محمد بن سيار (٤): كان هشامٌ يُلَقَّنُ، وكان يُلَقَّنُ (٥) كلَّ شَيْءٍ ما كان من حديثه، وكان يقول: أنا قد خَرَّجْتُ هذه الأحاديثَ صحاحًا، وقال الله: ﴿فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ١٨١]، وكان يأخذُ على كل وَرَقَتَيْن درهمًا، ويُشَارِط، ولَمّا لُمْتُهُ على التَّلْقِيْن، قال: أنا أعرفُ حَدِيْثي، ثم قال لي بعد ساعة: إن كنت تَشْتَهِي أن تعلم، فأدخل إسنادًا في شَيْء، فتفقدتُ الأسانيد التي فيها قليلُ اضْطِرَاب، فسألته عنها، فكان يَمُرُّ فيها (٦).


(١) لم أقف عليه في "الكامل" ولا في أسامي من روى عنهم البخاري" لابن عدي، وذكره المزي في "تهذيب الكمال" (٣٠/ ٢٤٩) (٦٥٨٦).
(٢) "تهذيب الكمال" (٣٠/ ٢٤٩) (٦٥٨٦)، سير أعلام النبلاء (١١/ ٤٢٦) (٩٨). قال الذهبي - معلقًا على هذا القول -: "قلت: العجب من هذا الإمام مع جلالته، كيف فعل هذا، ولم يكن محتاجًا! وله اجتهاده".
(٣) "تاريخ بغداد" (١٠/ ٤٤١) (٤٨١٥).
(٤) هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن سَيَّار الفرهاذَاني، ويقال فيه: الفَرْهَيَانِي، قال ابن عدي كان رفيق النَّسَائِي، وكان ذا بصر بالرّجال، وكان من الأَثْبَات؛ تُوفي سنة نيّف وثلاث مائة ينظر: "تاريخ دمشق" (١٩٥٣٢) (٣٥٠١)، "سير أعلام النبلاء" (١٤/ ١٤٦) (٨١).
(٥) كذا في الأصل و (م)، ولعل الأشهر في استخدام هذه الكلمة: يَتَلَقَّن.
(٦) "ميزان الاعتدال" (٤/ ٣٠٣) (٩٢٣٤). وفيها زيادة توضيحية بعد قوله: "يمرُّ فيها" هي: "يعرفها"