للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال أبو حاتم: لا يُسأل عن هُشَيْم: في صَلَاحِه، وصِدْقِهِ، وأمانَتِه (١).

وقال عبد الرزاق عن ابن المبارك: قلت لهُشَيْم: لم تُدَلِّس وأنت كثير الحديث؟ فقال: كَبِيرَاك قد دلَّسا؛ الأعمش وسفيان (٢).

وذكر الحاكم أن أصحابَ هُشَيْم اتَّفقوا على أن لا يأخذوا عنه تدليسًا، فَفَطِنَ لذلك، فجعل يقولُ في كلِّ حديث يذكره: حدَّثنا حُصَين، ومُغيرة، فلما فرغ قال: هل دلَّستُ لكم اليوم؟ قالوا: لا، قال (٣): لم أسمع من مُغيرة مما ذكرتُ حرفًا، إنما قلتُ حَدَّثَنِي حُصَين، وهو مسموعٌ لي، وأما مُغِيرة، فغيرُ مَسْمُوع لي (٤).

وقال ابن عدي: كتب عنه الأئمة، وهو في نفسه لا بأس به، إلا أَنَّهُ يُدلِّس، وله أصناف (٥)، وله أحاديثُ حِسَانٍ وغَرَائب، وَإِذا حدَّثَ عن ثقة فلا بأس به، وإنما يوجد في حديثه المنكر إذا حدث عن غير ثقة، ودَلَّسَ (٦).


(١) ذكره الذهبي في "الميزان" (٤/ ٣٠٧) (٩٢٥٠).
(٢) مسند ابن الجعد (ص/١٢٢) (٧٥٩)، "الكامل" (٨/ ٤٥٢) (٢٠٥١).
(٣) في (م): ما. وهو خطأ.
(٤) "معرفة علوم الحديث" للحاكم (ص / ٣٥٨ - ٣٥٩) (٢٥١)، وقال ابن القطان: ولهُشَيْم في التدليس صنعة محذورة - ثم نقل قول الحاكم المذكور -. "بيان الوهم والإيهام" لابن القطان (٤/ ٤٧٦).
قال شيخنا الدكتور إبراهيم بن محمد نور بن سيف - حفظه الله - في تحقيقه لكتاب: "تحفة الأخيار في بيان أقسام الأخبار" لأبي نصر أحمد بن محمد بن المؤيد: "قصَّةُ هُشَيْم رواها الحاكم عن مُبهمين لم يسمِّهم، وفي سندها انقطاع، وأرى - والله أعلم - أنها إن ثبتت فهي من قبيل النادر قال أ. د/ مسفر الدميني - في التدليس (ص/ ٦١) -: (قد جهدتُّ أن أجد أمثلةً - غير هذا - لتدليس العطف فلم أجد، وهذا يعني أنها قِصَّةٌ خاصةً وقعت مَرَّة واحدة)، وظاهر سياق القصة يُشعر بأن هُشَيْمًا أراد ممازحة طلابه بهذا والله أعلم". اهـ كلام شيخنا وكتاب شيخنا لم يُنشر بعد.
(٥) يعني: له كتبٌ مصنفة على الأبواب.
(٦) قول ابن عدي لا يوجد في. (م). "الكامل" (٨/ ٤٥٦) (٢٠٥١).