وإسناده ضعيف لجهالة عبد الله الهمداني، فقد انفرد بالرواية عنه ثابت بن الحَجَّاج الكلابي، وجهَّله الذهبي وابن حجر، وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (٥/ ٢٢٤) (٧٣١): "لا يصحُّ حديثُه"، وقال ابن عبد البر: "أبو موسى هذا مجهول، والخبر منكرٌ مضطربٌ لا يَصِحُّ" - ثم بدأ يذكر التعليل - فكان معنى ما قال: لأن الذي يخرج في زمن هدنة الحديبية يرد أخته - وكان ذلك في السنة السادسة أو السابعة، فلا يمكن أن يكون في فتح مكة طفلًا مخلَّقًا، بل ذكر الحافظ ما يدل على أنه كان في ذلك الوقت رجلًا، فقد جاء أنه قدم المدينة في فداء بعض الأسرى يوم بدر، فكيف يكون صغيرًا يوم الفتح؟ ثم مما يزيد الرواية نكارةً ما ثبت أن الرسول ﷺ استعمله لجَلْبِ الصدقات، وقد رواه غيرُ، واحد فكيف يَسْتَجْلِبُ الصدقات للرسول من كان في فتح مَكَّة غلامًا صغيرًا؟! فالرواية منكرةٌ لا تَصِحّ. ينظر: "الاستيعاب" (٤/ ١٥٥٣ - ٢٧٢١)، "الإصابة" (١١/ ٣٤٢). وأما خبر بعثه مصدقًا، ففيه نظر سيأتي. (١) "الاستيعاب" (٤/ ١٥٥٣) (٢٧٢١) قال ابن كثير في "تفسيره" (١٣/ ١٤٥ - ١٤٧): (وقد ذكر كثيرٌ من المفسرين أن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط، حين بعثه رسول الله ﷺ على صدقات ملك بني المصطلق، وقد روي ذلك من طرق، ومن أحسنها ما رواه الإمام أحمد في "مسنده" من رواية ملك بني المصطلق، وهو الحارث بن ضرار، والد جويرية بنت الحارث أم المؤمنين ﵂، قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن سابق، حدثنا عيسى بن دينار، حدثنى أبي أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي يقول. فذكره الخ). ينظر لهذه الرواية: "مسند الإمام أحمد" (٣٠/ ٤٠٤) (١٨٤٥٩)، "التاريخ الأوسط" (١/ ٦٠٩) (٣٣٢) - ومن طريقه ابن قانع في "معجمه" (١/ ١٧٧) - وغيرهم بالإسناد =