للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: وله أخبارٌ فيها نكارةٌ وشَناعةٌ، وكان من رجال قريش ظُرفًا، وحِلْمًا، وشجاعةً، وأدبًا، شاعرًا شِرِّيبًا.

قال: وخَبَرُ صلاته بهم وهو سَكْرَان، وقوله: أزيدكم؟ بعد أن صَلَّى الصُّبْحَ أربعًا -، مشهورٌ من حديث الثِّقَات (١).

وقال أبو جعفر الطبري: رُوي أنه تَعَصَّبَ عليه قومٌ من أهلِ الكوفة، وشهدوا عليه أنه تقيَّأَ الخمْرَ، وأنَّ عثمان قال له: يا أخي! اصبِر، فإِنَّ الله يأجُرُك (٢).

قال: وهذا لا أصلَ له عند أهل العلم والصَّحيح: ما رواه عبد الله الدَّاناج، عن حُضَين بن المنذر: أَنَّه ركب إلى عثمانَ وأخبره بقصَّة الوليد، وقدم على عثمانَ رجلان فَشهدا عليه بشُرْبِ الخَمْر، فقال لعليٍّ: "أقِم عليه الحدِّ" فذكر الحديث، وهو في "صحيح مسلم" - (٣).

وقال خليفة بن خيَّاط: ولَّاه عثمانُ الكوفة سنةَ خمسٍ وعشرين (٤).


= المذكور عن محمد بن سابق به.
وهذا السند الذي قال عنه ابن كثير بأنه من أحسنها هو إسنادٌ ضعيف لجهالة حال دينار والد عيسى، فقد انفرد بالرواية عنه ابنه عيسى ولم يؤثر توثيقه عن أحد غير ذكر ابن حبان له في "الثقات"، فالرواية إذن ضعيفة على الرغم من أنها أحسن الموجود.
وروي عن ابن عباس نحو ذلك - من طرق - موقوفًا؛ أخرجها الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٣٥٠) والبيهقي في "سننه" (٩/ ٥٤) (١٨٤٣٤)، وكلها لا تخلو من الضعف.
وهذه الروايات نقدها من حيث الدراية محب الدين الخطيب في تحقيقه للعواصم من القواصم (ص/ ٩٠ - ٩٨). فيراجع للفائدة والاستزادة.
(١) "الاستيعاب" (٤/ ١٥٥٦) (٢٧٢١)
(٢) ينظر: "تاريخ الطبري" (٤/ ٣٢٢)، "الاستيعاب" (٤/ ١٥٥٥) (٢٧٢١).
(٣) "صحيح مسلم" (كتاب الحدود برقم: ١٧٠٧)، وينظر: "الاستيعاب" (٤/ ١٥٥٦) (٢٧٢١).
(٤) "تاريخ خليفة بن خياط" (ص/ ١٥٧).