والقصة كما ترى ساقها البخاري في حرب بن ميمون الأنصاري، وأوردها الحافظ هنا في ترجمة صاحب الأغمية، وكذا فعل المزي في "تهذيب الكمال" (٥/ ٥٣٣)، وتنبه الذهبي لصنيع البخاري فقال في "الميزان" (١/ ٤٧٠) في ترجمة حرب بن ميمون الأنصاري وأما البخاري فذكره في الضعفاء، وما ذكر الذي بعده صاحب الاغمية. اهـ وقال في ترجمة صاحب الأغمية في "الميزان" (١/ ٤٧١): وقد خلطه البخاري وابن عدي بالذي قبله، وجعلهما واحدًا، والصواب أنهما اثنان: الأول: صدوق، لقى عطاء. والثاني: ضعيف أكبر من عنده حميد الطويل. قال المعلمي اليماني ﵀ حاشية "التاريخ الكبير" (٣/ ٦٦): والذي يظهر أن الحامل لهم على صرف هذه العبارة إلى صاحب الأغمية أن ابن المدينى وعمرو بن علي قد ليَّناه ووثقا هذا الأنصاري، ولكن رأى البخاري بعد أن تبين له أنهما اثنان أن القصة التي حكاها علي بن نصر عن حرب بن ميمون تتعلق بالنضر بن أنس، فكان ذلك مشعرًا بأن حرب بن ميمون الذي حكاها هو مولى النضر بن أنس، وقد يجاب عن تكذيب سليمان له بأنه اعتمد على ما حكاه عن ابن سيرين أنه لم يشهد النضر بن أنس، ولعله شهد غسله ثم عرض له شغل فانصرف ولم يشهد الصلاة والدفن فقوله فما أمكنني أن أشهده أي أن أشهد الصلاة عليه لأنه إنما سئل عن عدم شهوده جنازة الحسن أي الصلاة عليه ودفنه كما هو المتبادر، فتأمل. والله أعلم. وقد تعقب الدكتور بشار عواد في تعليقاته على "تهذيب الكمال" (٥/ ٥٣٥) على المعلمي بأمور ملخصها أنه يبعد أن يتوارد العلماء على انتقاد البخاري في خلطه للترجمتين مما يدل على أن التفريق بين الترجمتين في نسخ "التاريخ الكبير" لم يكن موجودا إلى عصر المزي على الأقل، وإلا لرأينا الحافظ مغلطاي انتقد المزي على ذلك، وهو معروف بعنايته الفائقة بـ "التاريخ الكبير" برواياته المختلفة، وما ذكره الدكتور وجيه وسديد، فراجعه في موضعه. (١) "التاريخ الكبير" (٣/ ٦٤).