للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقاتله فقتل أصحابه كلهم وفيهم بضعة عشر شابًا من أهل بيته، ويجيء سهم فيقع بابن له صغير في حجره، فجعل يمسح الدم عنه ويقول: اللهم احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا ثم يقتلوننا.

ثم أمر بسراويل حبرة فشقها ثم لبسها ثم خرج بسيفه فقاتل حتى قتل، وقتله رجل من مذحج (١)، وحز رأسه فانطلق به إلى عبيد الله بن زياد فوفده إلى يزيد ومعه الرأس فوضع بين يديه، وسرح عمر بن سعد، بحرمه وعياله إلى عبيد الله، ولم يكن بقي من أهل بيت الحسين إلا غلام، وكان مريضًا مع النساء، فأمر به عبيد الله ليقتل، فطرحت زينب بنت على نفسها عليه وقالت: لا يقتل حتى تقتلوني فتركه، ثم جهزهم وحملهم إلى يزيد فلما قدموا عليه جمع من كان بحضرته من أهل الشام ثم ادخلوا عليه فهنَّوه بالفتح، فقام رجل منهم أحمر أزرق ونظر إلى وصيفة من بناتهم فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه، فقالت زينب: لا والله ولا كرامة لك ولا له، إلا أن يخرج من دين الله.

فأعادها الأزرق، فقال له يزيد: كُف.

ثم أدخلهم إلى عياله فجهزهم وحملهم إلى المدينة، فلما دخلوها خرجت امرأة من بنات عبد المطلب ناشرة شعرها واضعة كفها على رأسها تتلقاهم وتبكي وهي تقول:

ماذا تقولون إن قال النبيُّ لكم … ماذا فعلتم وأنتم آخر الأممِ

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي … منهم أسارى وقتلى ضُرِّجوا بدمِ

ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم … أن تخلفوني بشرٍّ في ذوي رحمي (٢)


(١) في هامش (م): (في رواية أخرى أن سنان بن أبي سنان النخعي قتله، وأن خولي بن يزيد الأصبحي أجهز عليه وحز رأسه. كذا في هامش "التهذيب").
(٢) "تاريخ الطبري" (٥/ ٣٤٧ فما بعدها).