للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مِنْ أهل الحديثِ إذ قال يحيى: مَنْ هذا الكذّاب النّيسابوريّ الذي يُحدِّثُ عن عبد الرّزّاقِ بهذا الحديث؟! فقامَ أبو الأزهرِ، فقال: ذا أنا هو فتبسّمَ يحيى، وقال: أَمَا إنّك لستَ بكذّابٍ، وتعجّبَ مِنْ سلامتِه، وقال: الذَّنبُ لغيرِك في هذا الحديثِ (١).

قال أبو حامد بن الشَّرْقي: هو حديثٌ باطلٌ، والسببُ فيه أنّ معمرًا كانَ له ابن أخٍ رافضيّ، وكان معمر يُمَكِّنُه مِنْ كُتُبِه، فأَدْخلَ عليه هذا الحديثَ (٢).

قال الخطيب أبو بكر: وقد رواه محمدُ بنُ حمدون النّيسابوريّ، عن محمدِ بن عليّ النّجّار الصّنعاني، عن عبد الرّزّاقِ، فَبَرِئَ أبو الأزهرِ مِنْ عُهدتِه (٣).

وقال ابن عَدِيّ: أبو الأزهرِ بصورة أهل الصّدقِ عند النّاسِ، وأمّا هذا الحديث فعبدُ الرّزّاقِ مِنْ أهلِ الصّدقِ، وهو يُنْسَبُ إلى التشيّعِ، فلعلّه شُبَّهَ عليه (٤).


= وهذا الحديثُ كَذِبٌ؛ الحمْلُ فيه على ابن أخٍ لمعمر وهو رافضيٌّ، كان قد أدخله في كتب عمِّه، كما قاله ابن الشّرقي، وأمّا أبو الأزهر فليس له فيه سوى روايته عن عبد الرزاق، وقد تابعه عليه محمّدُ بنُ عليّ النجّار الصّنعاني كما قاله الخطيب في "تاريخه" (٥/ ٦٩)، فبرئت ساحتُه منه.
قال الحافظُ الذّهبيّ : (هذا موضوعٌ مع ثقة إسناده؛ لأنّه أُدخل على معمر، وإلّا فلأي شيءٍ كتمه عبد الرزّاق وحدّث به سِرًّا لأبي الأزهر؟! وما جَسَرَ أن يرويه كلَّ وقتٍ مع كون إسناده كالشمس، ثمّ إنّه يقول لابن الأزهر: ما حدّثتُ به غيرك). "موضوعات المستدرك" (ص ٦ / رقم ٦ - مخطوط في المكتبة الشاملة) له.
(١) "تاريخ بغداد" (٥/ ٦٨ - ٦٩).
(٢) المصدر السابق (٥/ ٦٩).
(٣) تتمة كلامه: (إذ قد توبع على روايته والله أعلم). المصدر السابق (٥/ ٦٩).
(٤) "الكامل في ضعفاء الرجال" (١/ ٣١٨).