للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عبد الله بنُ أحمد، ومربَّع (١)، وأبو الآذان (٢)، وكِيْلَجَة (٣)، وغيرُهم، فكَتَبُوا كلُّهم بانتخابِ النّسائيِّ.

وقال أبو الحسين بنُ المظفر: سمعتُ مشايخَنا بمصر يعترفون لأبي عبد الرحمن النّسائيّ بالتَّقدُّمِ والإمامةِ، ويَصِفون مِن اجتهادِه في العبادةِ باللّيلِ والنّهارِ، ومواظبتِه على الحجِّ والجهادِ وإقامتِه السننَ المأثورةَ، واحترازِه عن مجالسِ السُّلطان، وأنّ ذلك لم يَزَلْ دَأَبه إلى أن استشهد.

وقال الحاكمُ: سمعتُ عليَّ بنَ عُمر الحافظ غير مَرّةٍ يقول: أبو عبد الرحمن مُقدَّمٌ على كلِّ مَن يُذكر بهذا العلمِ مِن أهلِ عصرِه.

وقال مَرَّةً: سمعتُ عليَّ بنَ عُمر يقول: النَّسائيُّ أفقهُ مشايخ مصر في عصرِه، وأعرفُهم بالصحيحِ والسقيمِ، وأعلمُهم بالرجالِ، فلمّا بَلَغَ هذا المبلغَ حَسَدُوه، فخرجَ إلى "الرّملة" (٤)، فسُئِلَ عَن فضائلِ معاوية، فأَمْسَكَ عنه، فضَرَبُوه في الجامع، فقال: أَخرِجوني إلى مكة، فأخرَجوه وهو عليلٌ، وتُوفّي مقتولًا شهيدًا.

وقال الدّارقطنيُّ أيضًا: سمعتُ أبا طالب الحافظ يقول: مَنْ يَصبر على


(١) ضبطها كذلك من (م)، واسمُه: محمد بن إبراهيم بن بسّام الأنماطيّ البغداديّ، كما في "نزهة الألباب في الألقاب" (٢/ ١٦٧).
(٢) ضبطها بالمدّ من (ش)، وهو: عُمر بن إبراهيم بن سليمان البغداديّ، وكُنيتُه: أبو بكر، كما في المصدر السابق (٢/ ٢٥١)، و"التقريب" (ص ٤١٠).
(٣) بكسر الكاف وسكون الياء وفتح اللام والجيم، كما في "المغني في ضبط أسماء الرجال" (ص ٢١٤) للشيخ محمّد طاهر الهنديّ، وهو لقبٌ لمحمّد بن صالح بن عبد الرحمن الأنماطيّ البغداديّ، كما في "نزهة الألباب في الألقاب" (٢/ ١٣٠)، و"التقريب" (ص ٤٨٤).
(٤) مدينة بفلسطين، هي قصبتها، وكانت رباطًا للمسلمين، بينها وبين بيت المقدس اثنا عشر ميلًا. انظر: "معجم البلدان" (٣/ ٦٩)، ومختصَره "مراصد الاطلاع" (٢/ ٦٣٣).