للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثالثًا:: إفادة أهل العلم من مُصنَّفاتِه في تآليفهم، في حياته وإلى عصرنا هذا، مما هو ذائعٌ مُشتهِرٌ.

رابعًا: مراسلة غير واحدٍ من شيوخه له فيما خفي على الشيخ الأمرُ فيه واستشكله، فمن ذلك: أنّ الحافظُ العراقيّ ربّما كتب إليه بخطِّه يسأله عمّا يحتاج إلى الوقوف عليه، وكذا كان جلال الدين البُلقينيّ يُكثر الإرسال إليه فيما يستشكله (١).

خامسًا: عناية المؤرِّخين بالترجمة له في كُتُبهم التاريخية، كابنِ خطيب الناصرية في "تاريخ حلب" (٢)، والفاسيِّ في "ذيل التقييد" (٣)، بل منهم من أفرد سيرتَه، واعتنى بتفاصيل حياته، كما فعل الحافظُ السَّخاويُّ في كتابه: "الجواهر والدُّرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حَجَر".

سادسًا: تلهُّف الطلبة للأخذ عنه، ورحلتهم إليه من كل حدبٍ وصوبٍ، قال الحافظُ السَّخاويُّ (٤): (على سبيل الإجمال: إنّا لا نعلم كبير أحدٍ من الناس في سائر الأقطار إلّا وقد أخذ عنه، وصيّره إمامًا يُعتمد عليه، ويرجع فيما يُشكل عنده إليه، بل لا أعلم في زمنه من شُدّت إليه الرحال من سائر الآفاق والمحال غير ذاته الشريفة؛ لعلو رتبته المنيفة، وكم ممّن نأت عنه ديارُه، وطالت في لُقيِّه أسفارُه، ممّن ربّما يكون أقدم منه ميلادًا = قصده للأخذ عنه درايةً وإسنادًا، وهذا لعمري كافٍ في الدلالة على فخره وسُموِّ محله وقدره) (٥).


(١) المصدر السابق (١/ ٣٣٩ و ٣٤١).
(٢) وهذا الكتاب في عداد المفقود.
(٣) (١/ ٣٥٢ - ٣٥٧).
(٤) كما تقدّم في المبحث الخامس.
(٥) "الجواهر والدرر" (٣/ ١١٧٩ - ١١٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>