للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سابعًا: كثرة ما عُرِض عليه من المناصب والوظائف، كعَرْضِ القاضي صدر الدين المناوي عليه نيابة القضاء عنه، إلا أنه امتنع، ولم يقبل الدخولَ في القضاء إلا عقب إلحاح جلال الدين البُلقيني عليه بذلك (١).

ومع ما تقدّم فقد تتابع ثناء العلماء عليه، ومن ذلك:

١) شيخه الحافظ زين الدين أبو الفضل العراقيّ، حيث كتب على نُسخةٍ بخطِّ الشّهاب البوصيري من "لسان الميزان": (كتاب "لسان الميزان"؛ تأليف الحافظ المتقن الناقد الحُجّة شهاب الدين أحمد بن علي الشافعيّ، الشهير بابن حجر، نفع الله بفوائده، وأمتع بعوائده).

وقد سأل القاضي كمال الدين بن العديم الحافظَ العراقيَّ عند موتِه عمّن بقي بعده من الحُفَّاظ، فبدأ بابن حجر، وثنّى بولده، وثلَّث بنور الدين الهيثميّ (٢).

٢) وكَتَبَ شيخه العلّامة تقي الدين أبو بكر محمّد بن محمّد بن عبد الرحمن الدجوي (ت ٨٠٩ هـ) على بعض تخاريج الحافظ ابن حجر ما نصُّه: (وقفتُ على هذا التخريج البديع مثالًا، المنيع منالًا، الفائق حُسنًا وجمالًا، فلم يدع لقائلٍ مقالًا، إلا أن يقول: هكذا هكذا وإلا فلا لا (٣)، فلقد أُوتي هذا بسطةً في العلم واللَّسَن، وكيف لا وهو الإمام ابن الإمام أبو الفضل بن أبي الحسن، لقد بهر ابنُ حجر بفضله العقول والأفكار، كما فاق حَجَرُه الياقوت بل غيره من الحجار، ﴿وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ﴾ [البقرة: ٧٤]، فإنه جمع فأوعى، وأوعب جمعًا، وأبدع لفظا ومعنى، وجمع إحسانًا وحُسنًا، فلو شاهد حُسنَه


(١) المصدر السابق (٢/ ٥٨١ و ٦١٧ - ٦١٨).
(٢) المصدر السابق (١/ ٢٦٨ و ٢٧٢).
(٣) هذا أَصْلُه شَطْرُ بيتٍ للمُتَنَبِّي، يمدحُ فيه سيفَ الدَّوْلةِ الحَمْداني، والبيتُ بتمامِه:
ذي المعالي .. فَلْيَعْلُوَنْ مَنْ تَعَالَى … هكذا هكذا، وإلا فلا، لا
انظر: "شرح شعر المُتَنَبِّي - السَّفْر الثاني" (١/ ٢) لابن الأَفْلِيلي (ت ٤٤١ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>