للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قلتُ: هذا قولُ مُنصفٍ، وأمّا الجُوزجانيُّ فلا عبرةَ بِحَطِّه على الكوفيين، فالتشيُّعُ في عُرْفِ المتقدّمينَ هو اعتقادُ تفضيلِ عليٍّ على عثمان، وأنّ عليًّا كان مصيبًا في حروبِه، وأنّ مخالفَه مخطئٌ، مع تقديمِ الشيخينِ وتفضيلِهما، وربّما اعتقدَ بعضُهم أنّ عليًّا أفضلُ الخَلْقِ بعدَ رسولِ اللهِ ، فإذا كان مُعْتَقِدُ ذلك وَرِعًا دَيِّنًا صادِقًا مجتهِدًا فلا تُرَدّ روايتُه بهذا، لاسيّما إنْ كان غيرَ داعيةٍ.

وأمّا التشيُّعُ في عُرْفِ المتأخرينَ فهو الرَّفْضُ المحضُ، فلا تُقبَلُ روايةُ الرافضيِّ الغالي -ولا كرامة- (١).

وقال ابنُ عجلان: حدّثنا أبانُ بنُ تَغْلِب -رجلٌ مِن أهلِ العِراقِ، مِن النُّسّاكِ، ثقةٌ- (٢).

ولما خرّج الحاكمُ حديثَ أبان في "مستدرَكِه" قال: كان قاصَّ الشيعةِ، وهو ثقةٌ (٣).

ومَدَحَه ابنُ عيينة بالفصاحةِ والبيانِ (٤).


(١) وانظر -بنحوِ هذا التقرير- كلامًا مُفصَّلًا نفيسًا عن بدعة التشيُّع وحكم رواية من رُمِيَ بها في: "ميزان الاعتدال" (١/ ٥ - ٦) للحافظ الذّهبيّ.
(٢) ساقه أبو نعيم الأصبهانيّ في كتابِه الذي جمع فيه مُسنَدَ أبان بن تَغْلِب. انظر: "إكمال تهذيب الكمال" (١/ ١٥٨).
(٣) لم أقف على قوله هذا في المطبوع من كتابه "المستدرَك"، وإنّما قالها أبو عبد الله الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص ١٣٦)، فلعلّ المؤلِّف تَبِعَ في هذه العبارةِ مُغلطاي، فهي بحروفها في "إكمال تهذيب الكمال" (١/ ١٥٧).
(٤) هذه العبارة قالها أبو نعيم الأصبهانيّ، كما في "إكمال تهذيب الكمال" (١/ ١٥٨).
وقد أسند ابنُ عدي في "الكامل" (٢/ ٦٩) إلى سفيان بن عيينة أنّه قال: سمعني أبان بنُ تَغْلِب -وكان نَحْويًّا- وأنا أقولُ: "في الجنين إذا أَشْعَر"، فقال: (لا تَقُل: أَشْعَر، قُلْ: شَعَّر).