(٢) أخرجها الخطيب في "الكفاية" (ص ١٣١) من طريق أبي نعيم الحافظ، قال: حدثنا محمد بن المظفر، قال سمعت قاسم بن زكريا المُطَرِّز، وذكر القصة، وهو سند مسلسل بالحفاظ الأَثْبات، وقد صحَّحها الحافظ الذهبي في "تاريخ الإسلام" (٤/ ٤١٧). وفي هذه القصة وما تقدَّمها ما يُبين قبح اعتقادِهِ، وغلوِّه الشديد في التشيع، ودعوته لهذا المذهب الخبيث، بل وامتحان من جاءه للأخذ عنه، فمن أَجْلِ هذا قال الخطيب البغدادي - بعدما أورد هذه القصة: (هو أهلٌ لئلا يُروى عنه). "الكفاية" (ص ١٣١). وقال ابن حبان - وسيأتي -: (كان رافضيًا، داعيةً، ذلك يروي المناكير عن المشاهير، فاستحق الترك). وأما رواية بعض الأئمة عنه فلعلَّ السبب هو عدم وقوفهم على هذه الأقوال القبيحة المتقدمة، والظن بهم أنهم لو علموا بها لتركوا الرواية عنه؛ كما صنع هذا الإمامُ ابن خزيمة - فإنه ترك الرواية عنه أخيرًا بعد ما تبين له غلوَّهُ الشديد في التشيع، فقال: (كنت أخذت عنه بشريطة، والآن فإني أرى ألا أحدث عنه لغلوه) "الكفاية" (ص ١٣١). ويدل على ما تقدَّم؛ تركُهُم لأحاديث جماعةٍ من أمثال عبَّاد بن يعقوب بعد أن ثبتَ عندهم غلوهم في التشيع، فهذا ابنُ مهدي قد ترك الرواية عن إسماعيل بن أبي إسحاق، ويونس بن خَبَّاب لأنهما كانا يشتمان عثمان ﵁ "الكامل في الضعفاء" (١/ ٢٨٩ و ٧/ ١٧٣)، وقال ابن معين في تليد بن سليمان (كذابٌ، يشتم عثمان، وكل من شتم عثمان، أو طلحة، أو أحدًا من أصحاب رسول الله ﷺ، دجالٌ، لا يُكتب عنه، وعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين)، وغيرها كثير. وكلامهم فيمن يشتم عثمان ﵁، فكيف بعبَّاد بن يعقوب الذي قد جمع مع هذا أيضًا =