للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال أبو بكر بن سيد الناس: ضَعَّفَهُ غير واحد، وبعضهم اتهمه بالكذب.

وفي "تاريخ" أحمد بن سعيد بن حزم الصدفي (١) توهينه، وأنه كان صَحَفِيًّا (٢)، لا يدري ما الحديث.

قلت: هذا القول أعدلُ ما قيل فيه، فلعلّه كان يحَدِّث من كتب غيره، فيَغْلَط.

وذكر ابن الفرضي أنه كان يتسهَّل في السماع، ويَحْمِلُ على سبيل الإجازة أكثرَ رواياته (٣). ولما سُئل أسدُ بن موسى عن رواية عبد الملك بن حَبِيْب عنه، قال: إنما أَخَذَ من كتبي. فقال الأئمة (٤): إقرارُ أسدٍ بهذا، هي الإجابة بعينها، إذا كان قد دفع له كتبه، كفى أن يرويها عنه على مذهب جماعة من السلف (٥).


(١) هو أحمد بن سعيد بن حزم بن يونس، أبو عمر الصدفي، الأَنْدَلُسِي. قال الذهبي: مؤلف "التاريخ الكبير" في أسماء الرجال في عدة مجلدات، كان أحد أئمة الحديث له عناية تامّة بالآثار. مات سنة خمسين وثلاث مئة. "سير أعلام النبلاء" للذهبي (١٦/ ١٠٤ - ١٠٥).
(٢) "فلان صحفي": يقال فيمن أخذ علمه من بطون الكتب، ولم يأخذه من أفواه أهل العلم، ووجه الجرح بهذا أنه يتصحف عليه الأسماء والألفاظ، ويحفظها على غير وجهها، وقد يخطئ أخطاء فاحشة. "شفاء العليل بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل" لمصطفى بن إسماعيل (ص ١٨٠).
(٣) "تاريخ علماء الأندلس" (ص ٢٧٠).
(٤) القائل هو "خالد" كما جاء في القصة، ولعله خالد بن سعد، قال ابن الفرضي في مقدمة الكتاب: (ص ٢) وما كان عن خالد، فهو: خالد بن سعد، أخبرنا به عنه إسماعيل بن إسحاق الحافظ في "تاريخه".
(٥) المصدر السابق (ص ٢٧٠ - ٢٧١).