للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال أبو عمر: بُويع لعليّ بالخلافة يوم قُتل عثمان، فاجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار إلا نفرًا منهم لم يَهِجْهُمْ (١)، وقال (٢): أولئك قوم قَعدوا عن الحقِّ، ولم يقوموا مع الباطل، وتخلَّف عنه معاويةُ في أهل الشام، فكان منهم في صِفِّين بعد الجمل ما كان، ثم خرجتْ عليه الخوارج وكفّروه بسبب التحكيم، ثم اجتمعوا وشقُّوا عصا المسلمين، وقطعوا السُّبُل (٣)، فخرج إليهم بمن معه فقاتلهم بالنَّهْروان فقتلهم واستأصل جمهورهم، فانتدب له مِن بقاياهم عبد الرحمن بن مُلْجَم، وكان فاتكًا، فقتله ليلة الجمعة لثلاث عشرة خلت، وقيل: بقيت من رمضان سنة أربعين، وقيل: في أول ليلة في العشر الأواخر (٤).

ورُوي عن أبي جعفر أنَّ قَبر عليّ جُهل موضعه، وقيل: دُفن في قصر الإمارة، وقيل: في رُحْبَة (٥) الكوفة، وقيل: بِنَجَف (٦) الحِيْرة، وقيل غير ذلك (٧).

وروى ابن جُريج، عن محمد بن عليّ - يعني الباقر - أنَّ عليًا مات وهو


(١) حققها ناسخ (م)، فضبطها بفتح الياء، وكسر الهاء، وسكون الجيم، والمعنى أنَّه لم يزعجهم، ولم ينفِّرهم. انظر: "النهاية" لابن الأثير (٥/ ٢٨٦).
(٢) تحته في (م): (علي)
(٣) في (م): (السبيل).
(٤) "الاستيعاب" (٣/ ١١٢١ - ١١٢٢).
(٥) هي: قرية بحذاء القادسية على مرحلة من الكوفة. "معجم البلدان" (٣/ ٣٣).
(٦) ضبطها في (م) بسكون الجيم، قال ياقوت الحموي: "النَّجَفُ: بالتحريك" "معجم البلدان" (٥/ ٢٧١)، وكذلك ضبطها الجوهري في "الصحاح" (٤/ ١٤٢٩)، وفسرها في هامش (م) بقوله: (موضع بطريق الحيرة)، والحيرة: مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة، على موضع يُقال له: النَّجف، كما في "معجم البلدان" (٢/ ٣٢٨).
(٧) "الاستيعاب" (٣/ ١١٢٢).