وقد ضَعَّفَ هذا الحديثَ: البخاريُّ في "التاريخ الكبير" (٦/ ٣٩٢)، وابنُ حبّان في "الثقات" (٣/ ٤٤٩)، وابنُ عَدِي في "الكامل" (٦/ ٤٤٧). (١) كذا نَقَلَ المؤلِّفُ ﵀! والّذي في "تهذيب الكمال" (٢/ ٣١٧ - ترجمة أزداد): (قال أبو بكر بنُ أبي خيثمة عن يحيى بن معين: لا يُعرف)، وفي (٢٣/ ٥٨ - ترجمة عيسى بن يزداد): (قال أبو بكر بنُ أبي خيثمة: سُئِلَ يحيى بنُ معين عن عيسى بن يزداد عن أبيه، فقال: لا يُعرفُ أبوه). ويُفهم عن المزيِّ من هذينِ السِّياقينِ أنّ ما نقله ابنُ أبي خيثمة عن ابن معين هو في يزداد - والدِ عيسى - وحده. وليس بصوابٍ؛ فإنّ ابنَ أبي خيثمة قال في "تاريخه" (١/ ٦٠٦ - السفر الثاني): (سُئِلَ يحيى بنُ معين عن عيسى بنِ يزداد، عن أبيه، قال: عن النّبيّ ﷺ … ؟ فقال: لا يُعرف). وليس في هذا السياق تجهيلًا ليزداد - والدِ عيسى -، وإنّما هو في ابنِه عيسى، ويؤكِّدُ ذلك: أنّ ابنَ أبي حاتم قال في "الجرح والتعديل" (٦/ ٢٩١ - ترجمة عيسى بن يزداد): (أخبرنا أبو بكر بنُ أبي خيثمة فيما كَتَبَ إليّ، قال: سُئِلَ يحيى بنُ معين عن عيسى بن يزداد، فقال: لا يُعرف)، ولم ينقل هذا التجهيلَ في ترجمة يزداد من كتابِه "الجرح والتعديل" (٩/ ٣١٠). ولعلّ سببَ الّذي وقع للحافظ ابن حجر ﵀ فيما أثبته في النَّصِّ أعلاه: أنّه اشتبه عليه ما في "تهذيب الكمال" مع ما في "الاستيعاب"، فإنّ ابنَ عبد البرّ قال في ترجمة يزداد (٤/ ١٥٨٩): (قال يحيى بنُ معين: لا يُعرف عيسى هذا، ولا أبوه). ويُقوِّي ذلك: ما في النُّسخةِ الأصلِ، فقد كَتَبَ الحافظُ أوّلًا: (قال أبو بكر بنُ أبي خيثمة عن ابن معين: لا يُعرف)، تمامًا كما في "تهذيب الكمال" (٢/ ٣١٧ - ترجمة أزداد)، ثمّ ألحقَ بعدُ قولَه: (عيسى، ولا أبوه) في الهامش، واللهُ تعالى أعلمُ.