للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في كبارِ الصحابة، وتكفيرِهم، وهم ممن شهد الله ورسوله لهم بالإيمان، وبشرهم بالجنة كعمر، وعلي، وعثمان، والحسين.

وأما قول من قال: إنه خَرَّج له ما حَمَل عنه قبل أن يرى ما رأى، ففيه نظر؛ لأنه أخرج له من رواية يحيى بن أبي كثير عنه، ويحيى إنما سمع منه في حال هربه من الحَجَّاج، وكان الحجاج يطلبه ليقتله من أجل المذهب، وقصته في هربه مشهورة.

وأما قول أبي داود: "إنَّ الخوارج أصَحُّ أهلِ الأهواءِ حديثًا"، فليس على إطلاقه، فقد حكى ابن أبي حاتم عن القاضي عبدِ الله بن عُقْبة المصري - وهو ابن لهيعة - عن بعض الخوارج ممن تاب أنهم كانوا إذا هَوَوْا أمرًا صَيَّروه حديثًا (١).

وقال العقيلي: عمرانُ بنُ حطان لا يُتابع، وكان يرى رأي الخوارج، يُحدث عن عائشة، ولم يَتَبَيَّن سماعه منها. انتهى (٢).

وكذا جزم ابنُ عبد البر بأنه لم يسمع منها.

وليس كذلك، فإن الحديث الذي أخرجه له (٣) البخاري (٤) وقع عنده التصريح عنه بسماعه منها، وقد وقع التصريح بسماعه منها في "المعجم الصغير" (٥)، للطبراني بإسناد صحيح.


(١) لم أقف عليه من رواية ابن أبي حاتم، وقد أخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص: ١٢٣).
من طريق أبي نعيم الحلبي عن ابن لهيعة.
(٢) "الضعفاء" (٤/ ٣٤٨)، برقم (١٣٠٩).
(٣) (له) ساقط من (ت).
(٤) ينظر: "صحيح البخاري" (٧/ ١٦٧)، برقم (٥٩٥٢)، وفيه: عن عمران بن حطان، أن عائشة حدثته: أن النبي "لم يكن يترك في بيته شيئًا فيه تصليب إلا نقضه".
(٥) (١/ ٩٩)، برقم (١٣٥)، وفيه: عن عمران بن حطان قال: قالت عائشة أم المؤمنين. . . الحديث.