للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال عبد الله بن جعفر بن دُرُسْتُوَيه (١): كان أبو عبيد ذا دين، وفَضل، وسِتْر، ومَذهب حَسَن، روى الناس مِنْ كتُبِه المصنفة في القرآن، والفقه، والغريب والأمثال وغيرِ ذلك، بضعًا وعشرين كتابًا، وكُتُبُه مُسْتَحْسَنة مطلوبة في كل بلد، وقد سُبق إلى جميع مصنفاته، ثم ذَكَر (٢) مَنْ سَبَقَه (٣) إلى مصنفاته، وإِنَّ أبا عُبَيد أخذ كُتُبهم، فَهَذَّبها، ورَتَّبها، وزاد فيها (٤).

وقال أبو بكر الأَنْباري (٥): كان أبو عبيد يُقَسِّم الليل أَثْلاثًا، فَينامُ ثُلُثَه، ويُصَلِّي ثُلُثه، ويُصَنِّف ثُلُثَه (٦).

ومناقبه وفضائله كثيرة جدًّا.

ذكره البخاري في "جزء القراءة خلف الإمام"، (٧) وحكى


(١) هو: عبد الله بن جعفر بن درستويه بن المرزبان، أبو مُحَمَّد الفارسي، قال الخطيب: سألت أبا سعد الحُسَيْن بن عثمان الشيرازي عن ابن درستويه فقَالَ: ثقة ثقة. ينظر: "تاريخ بغداد" (١١/ ٨٥ - ٨٦)، برقم (٤٩٩٨).
(٢) في الأصل كلمة مضروب عليها.
(٣) في (م) زيادة في الحاشية (احتذى في كتابه الغريب المصنف وهو في اللغة كتاب النضر بن شميل الذي يسميه كتاب "الصفات"، وبدأ فيه بخلق الإنسان ثم بخلق الفرس، ثم بالإبل، فذكر صنفًا بعد صنف وهو أكبر من كتاب أبي عبيد وأجود).
(٤) ينظر: "تاريخ بغداد" (١٤/ ٣٩٣)، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٤٩/ ٧٢).
(٥) هو محمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن بن بيان أبو بكر بن الأنباري النحوي، كان من أعلم الناس بالنحو والأدب، وأكثرهم حفظًا له، وكان صدوقًا، فاضلًا، دينًا، خيرًا من أهل السنة وصنف كتبًا كثيرة في مختلف العلوم. ينظر: "تاريخ بغداد" (٤/ ٢٩٩ - ٣٠٠)، برقم (١٤٩١).
(٦) "تاريخ بغداد" (١٤/ ٣٩٨)، و "تاريخ دمشق" (٤٩/ ٧٧).
(٧) (ص: ٥٣ - ٥٤)، برقم (١٤٥).