قلت: لفظ البخاري الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة ولفظ مسلم اليمين منفقة للسلعة ممحقة للربح قال الزركشي وهو أوضح وما رواه المصنف فمثله أيضاً عند أحمد وهي أصرح ومنفقة وممحقة مفعلة من النفق والمحق هكذا الرواية وأسند الفعل إلى اليمين أو الحلف إسناداً مجازياً وحكاهما عياض بضم أولهما بصيغة اسم الفاعل وفي معناه ما رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه من حديث أبي قتادة مرفوعاً إياكم وكثرة الحلف في البيع فإنه منفق ثم يمحق.
١٤٧٧ - وروى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - أنه قال ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة عتل مستكبر ومنان بعطيته ومنفق سلعته بيمينه.
قال العراقي: رواه مسلم من حديثه إلاَّ أنه لم يذكر فيها إلاَّ عائل مستكبر ولهما ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم رجل حلف على سلعته لقد أعطى فيها أكثر مما أعطى وهو كاذب ولمسلم من حديث أبي ذر المنان والمسبل إزاره والمنفق سلعته بالحلف الكاذب اهـ
قلت: عند أحمد والشيخين والأربعة من حديث أبي هريرة ورجل بايع رجلاً بسلعة بعد العصر فحلف له بالله لأخذها بكذا وكذا فصدقه وهو على غير ذلك ولفظ مسلم والترمذي من حديثه ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر وهذه هي التي أشار إليها العراقي ولأحمد ومسلم والأربعة من حديث أبي ذر المسبل إزاره والمنان الذي لا يعطى شيئاً إلاَّ منّه والمنفق سلعته بالحلف الكاذب وهذه هي التي أشار إليها العراقي وعند الطبراني والبيهقي من حديث سلمان ورجل جعل بضاعة لا يشتري إلاَّ بيمينه ولا يبيع إلاَّ بيمينه وللطبراني أيضاً من حديث عصمة بن مالك ورجل اتخذ الإيمان بضاعة في كل حق وباطل وعند أحمد من الحديث أبي ذر ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤهم الله فذكر التاجر الحلوف والفقير المختال والبخيل المنان