المسند إذا كثرت ذنوب العبد فلم يكن له من العمل ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها عنه قال المنذري رواته ثقات إلا ليث بن أبي سليم وقال الهيثمي: فيه ليث وهو مدلس وبقية رجاله ثقات ولكن حسنه السيوطي وكأنه رجح جانب التوثيق فيه والله أعلم.
٣٣٢٠ - (قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - لقد تاب توبة لو قسمت بين) وفي نسخة على (أمة لوسعتهم).
قال العراقي: رواه مسلم من حديث بريدة بن الحصيب انتهى.
قلت: لفظ مسلم من حديث بريدة قال جاء ماعز بن مالك إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله طهرني فقال ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه فرجع غير بعيد ثم جاء فقال يا رسول الله طهرني فقال النبي - صلّى الله عليه وسلم - مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - مم أطهرك فقال من الزنا فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أبه جنون فأخبر أنه ليس بمجنون فقال اشرب خمراً فقام رجل فاستنكبه فلم يجد منه ريح خمر قال فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أزنيت فقال نعم فأمر به فرجم فكان الناس فيه فرقتين قائل يقول لقد أحاطت به خطيئته وقائل يقول ما توبة أفضل من توبة ماعز أنه جاء إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فوضع يده في يده ثم قال اقتلني بالحجارة قال فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة ثم جاء إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال استغفروا لماعز بن مالك فقالوا غفر الله لماعز بن مالك فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم وأخرجه أبو داود مختصراً ولمسلم أيضاً من حديث بريدة أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله إني قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن تطهرني فرده فلما كان من الغداة أتاه فقال يا رسول الله إني قد زنيت فرده الثانية فأرسل رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إلى قومه فقال تعلمون بعقله بأسا تنكرون منه شيئاً فقالوا ما نعلمه إلا وفي العقل من صالحينا فيما نرى فأتاه الثالثة فأرسل إليهم أيضاً فسأل عنه فأخبره أنه لا بأس به ولا بعقله فلما كان الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم وهذا السياق متصل بحديث الغامدية الآتي ذكره والمصنف جمع بين البابين لما وجدهما من رواية صحابي