حضره الموت قال له عبد الله ابنه يا أبا عبد الله أجزعاً من الموت قال لا ولكن لما بعد الموت قال فقد كنت أسمعك تقول إني لا أعجب ممن يدركه الموت ومعه عقله كيف لا يخبر به وقد جاءك الموت وعقلك معك قال نعم يا بني كأن السماء قد أطبقت على الأرض وأنا بينهما وكأن سفوداً محمي ينزع من سحري وكأن روحي تجذب من حزة إبرة وما من عضو من أعضائي إلا وهو يألم على ذي حدته ثم قال أي بني إني كنت على حالات ثلاث كنت جاهلياً لا أعرف الدين فلو مت على ذلك كانت النار ثم قذف الله الإسلام في قلبي وأحببت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - حباً شديداً حتى لو ذهبت أصفه لم أستطع ذلك لإجلالي إياه وكان لي محباً مقدماً فلو مت على ذلك كانت الجنة إن شاء الله تعالى ثم أصابتنا بعده أمور ما ندري ما حالنا فيها ثم قال اللهم إني لست ببريء فأعتذر ولست بقوي فأنتصر يا بني إذا حملتموني فأسرعوا بي فإنما هو خير توردوني إليه أو شر تضعونه عن رقابكم ولا تتبعوني نائحة ولا بمجمرة وسنوا علي التراب سناً فإذا دفنتموني فاجلسوا عند قبري مقدار ما ينحر جزور ويقسم لحمه لكي أعلم ما أراجع به رسل ربي عز وجل.
٣٩٣٦ - (وقال - صلّى الله عليه وسلم - موت الفجأة راحة للمؤمن وأسف على الفاجر).
قال العراقي: رواه أحمد من حديث عائشة بإسناد صحيح بلفظ وأخذه أسف للكافر ولأبي داود من حديث عبيد بن خالد السلمى موت الفجاة أخذة أسف أهـ.
قلت: حديث عبيد بن خالد رواه أيضاً أحمد وابن ماجة وأما حديث عائشة فروه أيضاً البيهقي في الشعب عن عبيد بن عمير قال سألت عائشة رضي الله عنها عن موت الفجأة أيكره قالت لأي شيء يكره سألت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال راحة للمؤمن وأخذ أسف للفاجر وقال السخاوي في المقاصد وفي الباب عن أنس وابن مسعود بينهما الزيلعى في سورة طه من تخريجه.