إذا قمت إلى صلاتك فصل صلاة مودع ولا تكلم بكلام يعتذر منه وأجمع اليأس عما في أيدي الناس ورواه ابن منيع والقضاعي من حديث ابن عمر قال جاء رجل إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله حدثني حديثاً واجعله موجزاً لعلي أعيه فقال - صلّى الله عليه وسلم - صل صلاة مودع كأنك لا تصلي بعدها وأيس عما في أيدي الناس تعش غنياً وإياك وما يعتذر منه وقد تقدم هذا الحديث في كتاب الصلاة ومن هذا الباب ما أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند من طريق محمد بن عبد الله الطفاوي سمعت العاصي بن عمرو قال خرج أبو الغادية حبيب بن الحارث وأم الغادية مهاجرين إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فأسلما فقالت المرأة أوصني يا رسول الله قال إياك وما يسوء الأذن وكذا أخرجه أبو نعيم وابن منده كلاهما في المعرفة وهو مرسل فالعاصي لا صحبة له بل قال الحافظ ابن حجر في بعض تصانيفه إنه مجهول لكن ذكره ابن حبان ولم يذكر فيه جرحاً وقال سمع من عمته أم الغادية رواه عنه تمام ورواية تمام عنه في هذا الحديث عند ابن منده في المعرفة والخطيب في جامعه من طريقه عن العاصي عن عمته أم الغادية قالت خرجت مع رهط من قومي إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فلما أردت الانصراف قلت يا رسول الله أوصني قال إياك وما يسوء الأذن وكذا أخرجه ابن سعد في الطبقات بزيادة ثلاث وكذا رواه العسكري في الأمثال.
٣٣٤٤ - (كتب معاوية رحمه الله تعالى إلى) أم المؤمنين (عائشة رضي الله عنها أن اكتبي لي كتاباً توصينى فيه ولا تكثري) وذلك حين تولى الإمارة (فكتبت إليه) أي أمرت بكتابته (من عائشة إلى معاوية سلام عليك أما بعد فإني سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس ومن التمس سخط الله برضا الناس وكله الله إلى الناس والسلام عليك) وقد اقتصرت على هذا الحديث الجامع المانع (فانظر إلى فقهها كيف تعرضت للآفة التي يكون الولاة) للأمور (بصددها وهي مراعاة الناس وطلب مرضاتهم) والحديث.