أبرهما به بعد وفاتهما قال نعم الصلاة عليهما) أي الدعاء لهما (والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما) من بعدهما هو أن يكون بينهما وبين أحد عهد في معونة وبر ولم يتمكنا من ذلك حتى ماتا فيقوم الولد به بعدهما (وإكرام صديقهما وصله الرحم التي لا توصل إلاَّ بهما)
قال العراقي: رواه أبو داود وابن ماجه والحاكم وقال صحيح الإسناد اهـ
قلت: لكن في سياق أبي داود تأخير قوله وإكرام صديقهما بعد قوله ولا توصل إلاَّ بهما.
١٨٧٤ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - إن أبر البر)
وفي رواية أن من أبر البر أي الإحسان أي جعل البر باراً فبناء أفعل التفضيل منه وإضافته إليه مجازا وإن المراد منه أفضل البر فأفعل التفضيل للزيادة المطلقة وقال الأكمل أبر البر من قبيل جل جلاله وجد جده بجعل الجد جاداً وإسناد الفعل إليه (أن يصل الرجل أهل ودأبيه) بضم الواو بمعنى المودة (بعد أن يولي الأب) أي يدبر بموت أو سفر قال التور بشتى وقد تخبط الناس في ضبط يولي والذي أعرفه إن الفعل مسند إلى الأب أي بعد أن يغب أبوه أي موت والمعنى إن من جملة المبرات الفضلى مبرة الرجل أحباء أبيه فإن مودة الآباء قرابة الأبناء أي إذا غاب أبوه أو مات يحفظ أهل وده ويحسن إليهم فإنه من تمام الإحسان إلى الأب وفي شرح الترمذي للعراقي إنما جعله أبر البر أو من أبر البر لأن الوفاء بحقوق الوالدين والأصحاب بعد موتهم أبلغ لأن الحي يجامل والميت لا يستحيا منه ولا يجامل إلاَّ بحسن العهد ويحتمل أن أصدقاء أبيه كانوا مكفيين في حياته بإحسان إليهم وانقطع بعد موته فأمر بصلته
١٨٧٥ - (وقال - صلّى الله عليه وسلم - إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ودأبيه بعد أن يولي الأب)
قال العراقي: رواه مسلم من حديث ابن عمر اهـ
قلت: لفظ أبي داود إن أبر البر صلة المرء أهل ودأبيه بعد أن يولي وأخرجه كذلك أحملد والترمذي قالوا مر بابن عمر أعرابي وهو راكب حماراً فقال ألست