٣٤٩٥ - (أشار النبي - صلّى الله عليه وسلم - حيث كان) ذات يوم (على المنبر فقبض كفه اليمنى ثم قال هذا كتاب الله كتب فيه أهل الجنة بأسمائهم وأسماء آبائهم وأنسابهم لا يزاد فيهم ولا ينقص ثم قبض كفه اليسرى وقال هذا كتاب الله كتب فيه أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وأنسابهم لا يزاد فيهم ولا ينقص وليعملن أهل السعادة بعمل أهل الشقاوة حتى يقال كأنهم منهم بل هم هم ثم يستنقذهم الله قبل الموت ولو بفواق ناقة) وهذا يكون عند بلوغ الروح التراقي وتكون النفس قد خرجت من جميع الجسد واجتمعت في القلب إلى الحلقوم وهذا هو شبري كما في الرواية الأخرى وفواق الناقة هو ما بين الحلبتين وقيل هو شوط من عدوها بين سيرين (وليعملن أهل الشقاوة بعمل أهل السعادة حتى يقال كأنهم منهم بل هم هم ثم يستخرجهم الله قبل الموت ولو بفواق ناقة) وهذا من تقليبات القلوب عن حقيقة وجهة التوحيد إلى وجهة الضلال والشرك عندما يبدو من زوال عقل الدنيا وذهاب علم المعقول فيبدو له من الله ما لم يكن يحتسب (السعيد من سعد بقضاء والشقي من شقى بقضاء الله والأعمال بالخواتيم).
قال العراقي: رواه الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وقال حسن صحيح غريب اهـ.
قلت: وروى الطبراني والبزار من حديث ابن عمرو إن العبد يلبث مؤمناً أحقاباً ثم أحقاباً ثم يموت والله عز وجل عليه ساخط وإن العبد يلبث كافراً أحقاباً ثم أحقاباً ثم يموت والله عز وجل عنه راض وروى الخطيب من حديث عائشة إن العبد ليعمل الزمن الطويل من عمره أو كله بعمل أهل الجنة وإنه لمكتوب عند الله من أهل النار وإن العبد ليعمل الزمن الطويل من عمره أو أكثره بعمل أهل النار وإنه لمكتوب عند الله من أهل الجنة وروى الطبراني من حديث ابن مسعود إن العبد يولد مؤمناً ويعيش ويموت كافراً وإن العبد يولد كافراً ويعيش كافراً ويموت مؤمناً وإن العبد ليعمل برهة من دهره