عرف من الطاعة وندب من الإحسان (وجوهاً) أي جماعات فكنى بالوجه عن الذاب (من خلقه) أي الآدميين بقرينة قوله (حبب إليهم المعروف) أي جبلهم عليه (وحبب إليهم فعاله) أي لأجل القيام به ونشره في العالم أن يفعلوه مع غيرهم (ووجه طلاب المعروف إليهم) أي إلى قصدهم وسؤالهم له في فعله معهم (ويسر) أي سهل (عليهم إعطاءهم) إياه وفي رواية إعطاءه أي هيأ لهم أسبابه (كما يسر الغيث إلى الأرض الجدبة) أي الممحلة (فيحييها) به فتخرج نباتها بإذن ربها (ويحيي بها أهلها) أي بما تخرج من النبات هم ومواشيهم وفي رواية ليحييها ويحيي بها أهلها.
قال العراقي: رواه الدارقطني في المستجاد من رواية أبي هارون العبدي عنه وأبو هارون ضعيف ورواه الحاكم من حديث علي وصححه انتهى.
قلت: ولحديث أبي سعيد بقية وهي وإن الله تعالى جعل للمعروف أعداء من خلقه بَغَّض إليهم المعروف وبغض إليهم فعاله وحظر عليهم إعطاءه كما يحظر الغيث عن الأرض الجدبة ليهلكها ويهلك بها أهلها وما يعفو أكثر وهكذا رواه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج وهو من طريق عثمان بن سماك عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد وقد رواه أيضاً أبو الشيخ وأبو نعيم والديلمي باللفظ المذكور.
٣٠٤٧ - (قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - كل معروف) أي ما عرف فيه رضا الله أو ما عرف من جملة الخيرات أو ما شهد عياله بموافقته وقبول موقعه بين الأنفس فلا يلحقها منه تنكر (صدقة) أي بمنزلة الصدقة وثوابه كثوابها رواه أحمد والبخاري وابن حبان والدارقطني والحاكم من حديث جابر ورواه الطبراني في الكبير من حديث لال ورواه أحمد ومسلم وأبو داود وأبو عوانة وابن حبان من حديث حذيفة ورواه ابن حبان من حديث ابن مسعود ورواه ابن أبي الدنيا من حديث ابن عباس ورواه الطبراني في الكبير من حديث عدي بن ثابت عن أبيه عن جده ورواه أحمد والطبراني في الصغير من حديث