١٩٨٧ - (روي أن أهل مسجد قباء كانوا في صلاة الصبح مستقبلين لبيت المقدس مستدبرين الكعبة لأن المدينة بينهما فقيل لهم ألا قد حوّلت القبلة إلى الكعبة فاستداروا في أثناء الصلاة من غير طلب دلالة ولم ينكر عليهم وسمى مسجدهم القبلتين).
قال العراقي: رواه مسلم من حديث أنس واتفقا عليه من حديث ابن عمر مع اختلاف اهـ
قلت: حديث ابن عمر بينما الناس يصلون في صلاة الصبح بقباء إذ جاءهم آت فقال إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قد أنزل عليه وقد أمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة وهو متفق عليه من حديثه هكذا ومن حديث البراء بن عازب نحوه ومسلم من حديث أنس نحوه وللبزار من طريق ثمامة عن أنس فصلوا الركعتين الباقيتين إلى الكعبة وذكر البيضاوي في تفسيره أنه - صلّى الله عليه وسلم - قدم المدينة فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا ثم وجه إلى الكعبة في رجب بعد الزوال قبل قتال بدر بشهرين وقد صلّى بأصحابه في مسجد بني سلمة ركعتين من الظهر فتحوّل في الصلاة استقبل الميزاب وتبادل الرجال والنساء صفوفهم فسمى المسجد ذا القبلتين اهـ وحديث البراء قال البخاري في صحيحه حدثنا عمربن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق البراء أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - كان أول ما قدم المدينة نزل على أجداده وقال إخوانه من الأنصار وإنه - صلّى الله عليه وسلم - صلّى قبل بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وأنه صلّى أول صلاة صلاها صلاة العصر وصلّى معه قوم فخرج رجل ممن صلّى معه فمر على أهل مسجدوهم راكعون فقال أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قبل مكة فداروا كما هم قبل البيت الحديث قوله على أهل مسجد هو مسجد بني سلمة ومر عليهم في صلاة العصر وأما أهل قباء فما أتاهم إلاَّ في صلاة الصبح هكذا أخرجه في أول الصحيح وأيضاً في التفسير عن أبي نعيم ومحمد بن المثنى والنسائي عن محمد بن بشار ثلاثتهم عن يحيى سعيد عن الثوري عن أبي