فقمت حتى أتيت ابن عباس فذكرت له ما قال ابن عمر فقال ابن عباس يغفر الله لأبي عبد الرحمن لعمري لقد وجد المسلمون منها حين أنزلت مثل ما وجد عبد الله بن عمر فأنزل الله بعدها لا يكلف الله نفساً الآية إلى آخر السورة قال ابن عباس فكانت هذه الوسوسة لا طاقة للمسلمين بها وصار الأمر إلى أن قضى الله أن للنفس ما كسبت وعليها ما اكتسبت من القول والعمل وقد رُوي نحو ذلك من حديث علي وابن مسعود وغيرهما وعند الفريابي وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي قالت لما نزلت هذه الآية اشتد على المسلمين فقالوا يا رسول الله أنؤاخذ بما تحدث به أنفسنا ولم تعمله جوارحنا قال نعم فاسمعوا وأطيعوا واطلبوا إلى ربكم فذلك قوله آمن من الرسول الآية فوضع الله عنهم حديث النفس إلا ما عملت الجوارح لها ما كسبت من خير وعليها ما اكتسبت من شر وفي الآية أقول أخر ذكرناها قريباً.
٢٤١٣ - (قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ما من عبد إلا وله أربعة أعين عينان في رأسه يبصر بهما أمر دنياه وعينان في قلبه يبصر بهما أمر دينه).
قال العراقي: رواه الديلمي في مسند الفردوس من حديث معاذ بلفظ الآخرة مكان دينه وفيه الحسين بن محمد الهروي الشماخي الحافظ كذبه الحاكم والآفة منه اهـ.
قلت: ولفظ الديلمي ما من عبد إلا وفي وجهه عينان يبصر بهما أمر الدنيا ثم ساق الحديث وفي آخره فإذا أراد الله بعبد خيراً فتح الله عينيه اللتين في في قلبه فأبصر بهما وإذا أراد به غير ذلك تركه على ما فيه ثم قرأ أم على قلوب أقفالها.
قال ابن السبكي:(٦/ ٣٣٢) لم أجد له إسناداً.
٢٤١٤ - (يقول لا ومقلب القلوب) رواه البخاري من حديث ابن عمر (كان كثيراً ما يقول) في دعائه (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالوا وتخاف يا رسول الله قال وما يؤمنني والقلب بين