أبي جهم وأتوني بأنبجانيته اهـ وعند مالك في الموطأ فإني نظرت إلى علمها في الصلاة فكاد يفتنني فيحمل قوله ألهتني على قوله كاد فيكون الإطلاق للمبالغة في القرب لتحقق وقوع الإلهاء لا يقال إن المعنى شغلتني عن كمال الحضور في صلاتي لأنا نقول قوله في الرواية المعلقة فأخاف أن يفتنني يدل على نفي وقوع ذلك.
٤٢٨ - (أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتجديد شراك نعله) هو سيرها الذي على ظهر القدم (ثم نظر إليه في صلاته) أي لكونه كان يصلي في النعل دائماً وعلل النظر بقوله (إذ كان جديداً) فكأنه خاف أن يفتتن به (فأمر أن ينزع منها) أي ذلك الشراك من النعل (ويرد الشراك الخلق) محركة أي البالي القديم
قال العراقي: رواه ابن المبارك في الزهد من حديث أبي النضر مرسلاً بإسناد صحيح اهـ.
قلت: وأبو النضر هو سالم بن أبي أمية القرشي التيمي المدني تابعي مات في سنة ١٢٩ روى له الجماعة.
٤٢٩ - وكان - صلى الله عليه وسلم - قد اتخذ وفي نسخة احتذى (نعلين) وهي نسخة العراقي (فأعجبه حسنهما فسجد) لله شكرا (وقال تواضعت لربي عز وجل كي لا يمقتني) والمقت أشد الغضب (ثم خرج بهما فدفعهما إلى أول سائل لقيه ثم أمر علياً كرم الله وجهه أن يشتري له سبتيتين) مثنى سبتية بكسر السين وسكون الموحدة ثم كسر المثناة الفوقية بعدها ياء نسبة مشددة جلود بقر تدبغ بالقرظ وتصنع منها النعال سميت بذلك لأن شعرها قد سبت عنها أي أزيل وحلق فقوله (جرداوين) أي لا شعر فيهما كالتأكيد لما قبله (فلبسهما).
قال العراقي: رواه أبو عبد الله ابن خفيف في شرف الفقهاء من حديث عائشة بإسناد ضعيف اهـ.
قلت: وأبو عبد الله بن خفيف هذا شيرازي من كبار الأئمة ويعرف بالشيخ الكبير وله ذكر وصيت.