عيب ما فيه ولا يعرف قبحه حتى يفارقه إلى هاديه وزاد في موضع آخر ومن حرص عليها توّهه الله فيها ولم يبال في أي أوديتها يهلكه وقال العراقي لم أره من حديث أبي ذر ورواه ابن أبي الدنيا في ذم الدنيا من حديث صفوان بن أبي سليم مرسلاً ولابن عدي في الكامل من حديث أبي موسى الأشعري من زهد في الدنيا أربعين يوماً وأخلص فيها العبادة أجرى الله ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه وقال حديث منكر ورواه أبو الشيخ في كتاب الثواب وأبو نعيم في الحلية مختصراً من حديث أبي أيوب من أخلص لله الحديث وكلها ضعيفة انتهى.
قلت: حديث أبي موسى الأشعري تقدم الكلام عليه قريباً أما حديث أبي أيوب من أخلص العبادة لله أربعين يوماً ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه فقد رواه الشيخ وأبو نعيم عن مكحول عن أبي أيوب ورواه هناد في الزهد وأبو نعيم أيضاً عن مكحول مرسلاً وأورده ابن الجوزي في الموضوعات وروى ابن ماجة من حديث ابن مسعود من جعل الهموم هماً واحداً هم المعاد كفاه الله سائر همومه ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك.
قال ابن السبكي؛ (٦/ ٣٧٠) لم أره إلا من حديث صفوان بن سليم، مرسلاً رواه ابن أبي الدنيا في كتاب، "ذم الدنيا".
٣٦١٥ - (رُوي أنه - صلّى الله عليه وسلم - مر في أصحابه بعشار من النوق حُفَّل وهي) النوق (الحوامل) وهو تفسير للعشار يقال عشرت الناقة مشدداً فهي عشراء أتى على حملها عشرة أشهر وجمعه عشار ومثله نفساء ونفاس ولا ثالث لهما وأما الحفل فهي جمع حافلة وهى التي ترك حلبها حتى اجتمع اللبن في ضرعها وهي محفلة أيضاً وأصله في الشاة (وكانت من أحب أموالهم إليهم وأنفسها عندهم) وأهمها وأكرمها عليهم (لأنها تجمع الظهر) للركوب عليها (واللحم) لا كلهم (واللبن) لشربهم (والوبر) للبسهم وسكنهم والولد فهي خمسة وهي الراحلة من الإبل التي ضرب بها المثل