المجالسة من طريق ثور بن يزيد عن عبيدة قال لما كلم الله موسى عليه السلام يوم الطوركان عليه جبة من صوف مخللة بالعيدان محزوم وسطه بشريط ليف وهو قائم على جبل وقد أسند ظهره إلى صخرة فقال الله يا موسى إني قد أقمتك مقاماً لم يقمه أحد قبلك ولا يقومه أحد بعدك وقربتك نجيا قال موسى إلهي لم أقمتني هذا المقام قال لتواضعك يا موسى قال فلما سمع لذاذة الكلام من ربه نادى موسى إلهي أقريب فأناجيك أم بعيد فأناديك قال يا موسى أنا جليس من ذكرني وللبيهقي في موضع آخر من طريق أبي أسامة عن شعبة قال.
قلت: لمحمد بن النضر أما تستوحش من طول الجلوس في البيت فقال مالي أستوحش وهو يقول أنا جليس من ذكرني وكذا أخرجه أبو الشيخ من طريق حسين الجعفي قال قال محمد بن النضر الحارثي لأبي الأحوص أليس ترى أنه قال أنا جليس من ذكرني فما أرجو بمجالسه الناس ومعناه في المرفوع من حديث أبي هريرة أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه.
١٧٩٥ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - يا عائشة إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه).
أي تركوا مخالطته وتجنبوا معاشرته لأجل قبح قوله وفعله وهذا أصل المداراة رواه الشيخان وأبو داود والترمذي وعند الخطيب في المتفق والمفترق وابن النجار شر الناس يوم القيامة من اتقى مجلسه لفحشه وسنده حسن وفي رواية للترمذي يا عائشة إن من شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه وقال حسن صحيح وروى الطبراني في الأوسط من حديث أنس إن شر الناس منزلة يوم القيامة من يخاف الناس شره وهو في ذم الغيبة لابن أبي الدنيا بلفظ شر الناس منزلة يوم القيامة من يخاف لسانه أو يخاف شره.