٤٠٦٩ - عن أنس رضي الله عنه:(قال توفيت زينب بنت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -) ورضي عنها وكان وفاتها في أوّل سنة ثمان من الهجرة (وكانت امرأة مسقامة) أي كثيرة الأمراض (فتبعها رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فساءنا حاله فلما انتهينا إلى القبر فدخله التمع وجهه صفرة فلما خرج أسفر وجهه فقلنا يا رسول الله رأينا منك شأناً فمم ذلك قال ذكرت ضغطة ابنتي وشدة عذاب القبر فأتيت فأخبرت أن قد خفف عنها ولقد ضغطت ضغطة سمع صوتها ما بين الخافقين).
قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الموت من رواية الأعمش عن أنس ولم يسمع منه أهـ.
قلت: رأى الأعمش أنساً قال ابن المديني ولم يحمل عنه إنما رآه يخضب ورآه يصلي وإنما سمعها من يزيد الرقاشي وأبان عن أنس وقال ابن معين كل ما روى الأعمش عن أنس فهو مرسل وعن وكيع عن الأعمش قال رأيت أنساً وما منعني أن أسمع منه إلا استغنائي بأصحابي
قلت: وروي عن أنس في سنن أبي داود والترمذي وقد روى الطبراني من هذا الوجه عن أنس قال توفيت زينب بنت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فخرجنا معه فرأيناه مهتماً شديد الحزن فقعد على القبر هنيهة وجعل ينظر إلى السماء ثم نزل فيه فرأيته يزداد حزناً ثم خرج فرأيته سري عنه وتبسم فسألناه فقال كنت أذكر ضيق القبر وغمه وضعف زينب فكان ذلك يشق علي فدعوت الله أن يخفف عنها ففعل ولكن ضغطها ضغطة سمعها من بين الخافقين إلا الجن والإنس وقد روي نحو ذلك في ابنته رقية رضي الله عنها روى سعيد بن منصور وابن أبي الدنيا عن زاذان أبي عمر قال لما دفن رسول الله ابنته رقية جلس عند القبر فتربد وجهه ثم سرى عنه فسأله أصحابه عن ذلك فقال ذكرت ابنتي وضعفها وعذاب القبر فدعوت