وقال حسن: ورواه ابن المبارك في الزهد ومن طريقه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل بلفظ المصنف وفيه من لم يسم أهـ.
قلت: وروى هناد بن السري في الزهد ومن طريقه صاحب الحلية قال حدثنا ابن المبارك عن شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال ما ننتظر من الدنيا إلا كلاً محزناً أو فتنةً تنتظر.
٣٩١٧ - وقال ابن عباس رضي الله عنه:(قال النبي - صلّى الله عليه وسلم - لرجل وهو يعظه اغتنم خمساً قبل خمس) أي فعل خمسة أشياء قبل حصول خمسة أشياء (شبابك قبل هرمك) أي اغتنم الطاعة حال قدرتك قبل هجوم عجز الكبر عليك فتندم على ما فرطت في جنب الله (وصحتك قبل سقمك) أي اغتنم العمل حال الصحة فقد يعرض مانع كمرض فتقدم المعاد بغير زاد (وغناك قبل فقرك) أي اغتنم التصدق بفضول مالك قبل عروض جائحة تفقرك فتصير فقيراً في الدنيا والآخرة (وفراغك قبل شغلك) أي اغتنم فراغك في هذه الدار قبل شغلك بأهوال القيامة التي أوّل منازلها القبر فاغتنم فرصة الإمكان لعلك تسلم من العذاب والهوان (وحياتك قبل موتك) أي اغتنم ما تلقى نفعه بعد موتك فإن من مات انقطع عمله وفاته أمله وحق ندمه وتوالى همه فاقترض منك لك فهذه الخمسة لا يعرف قدرها إلا بعد زوالها.
قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في قصر الأمل بإسناد حسن ورواه ابن المبارك في الزهد من رواية عمرو بن ميمون الأودي مرسلاً أهـ.
قلت: ورواه أيضاً الحاكم في الرقاق والبيهقي في الشعب من حديث ابن عباس وقال الحاكم على شرطهما وأقره الذهبي في التلخيص ورواه أحمد في الزهد والنسائي في المواعظ وأبو نعيم في الحلية والبيهقي عن عمرو بن ميمون مرسلاً ولفظ الجميع اغتنم خمساً قبل خمس حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك.